في الوقت الذي تنظر فيه الهيئة الطبية الشرعية بمنطقة مكةالمكرمة اليوم الأحد، في الشكوى التي تقدمت بها أسرة الطفلة غدير الوادعي ضد طبيبين في مستشفى الملك فيصل في الطائف، تركا طلقة نارية في ظهر الطفلة دون استخراجها أو العلم بها، شيعت جموع غفيرة من أهالي خميس مشيط، الطفلة تفاحة سعيد المغربي، التي وافتها المنية نتيجة تعرضها لطلقة نارية طائشة الأسبوع الماضي أثناء تواجدها مع والديها في إحدى الساحات التابعة لمول تجاري بالمحافظة. وشارك عدد من المسؤولين ومنسوبي الدوائر الحكومية في تشييع الفقيدة، بعد أن أديت الصلاة على جثمانها في جامع الحواشي بخميس مشيط، ووريت الثرى في إحدى مقابر المحافظة. وقال الناطق الإعلامي لشرطة منطقة عسير المقدم عبدالله آل شعثان، إن غرفة العمليات تلقت بلاغا عن تعرض طفلة لطلقة نارية طائشة أثناء تواجدها مع والديها في إحدى الساحات التابعة لإحدى المولات التجارية بمحافظة خميس مشيط. وأوضح آل شعثان، أن الجهات الأمنية وأفراد الأدلة الجنائية باشروا موقع الحادثة وتم ضبط الأدلة وفتح محضر تحقيق لا زال جاريا لمعرفة مصدر الطلقة النارية، مؤكدا أن شرطة عسير ستواصل البحث والتحري حتى يتم القبض على الجاني. من جهة أخرى أشار علي بن مانع الوادعي إلى أنهم تقدموا بشكوى لوزارة الصحة ضد مستشفى الملك فيصل في الطائف، بدعوى تقاعسه في علاج شقيقته غدير (10سنوات) على الرغم من وجود رصاصة في صدرها منذ ستة أشهر، مؤكدا أن الأطباء رفضوا استخراج الرصاصة حين نقلت إلى المستشفى، بدعوى خطورة الوضع على الصغيرة، مفضلين أن تتعايش مع حالها الجديد. وكانت صحة غدير تدهورت في وقت سابق ونقلت إلى مستشفى ظهران الجنوب، وأوصى الأطباء بنقلها لمستشفى متقدم، مرجعين آلامها إلى الطلقة النارية التي لا تزال تحملها في صدرها. وبين الوادعي أنه في عيد الفطر العام الماضي كانت شقيقته غدير تلهو على سطح المنزل فتعرضت لجرح غائر في ظهرها توقعناه في البداية بسبب كثرة الألعاب المتساقطة في تلك الليلة على منازل الحي، مشيرا إلى أنهم نقلوها إلى مستشفى الملك فيصل بالطائف، حيث نظف الأطباء الجرح ورتقوه، وتوقعوا أن الإصابة بسبب الألعاب النارية فغادرت المستشفى، وهي تئن من الألم. وذكر أنه بعد مرور أسبوعين وتحت إلحاح والدته نقلوها مرة أخرى إلى المستشفى، وهناك خضعت للأشعة، لافتا إلى أنهم صعقوا بالنتيجة التي تفيد بوجود طلق ناري في البطن لا يعرفون مصدره حتى هذه اللحظة. وقال الوادعي: «الصدمة الثانية التي تعرضنا لها هي ردة فعل الأطباء، فبعد خطأهم الأول بالسماح للطفلة بمغادرة المستشفى دون التثبت من حالتها، أبلغونا أن عملية إخراج الرصاصة ستعرضها للخطر، وليس ثمة حل سوى استمرارها على العلاج والتعايش مع الرصاصة المستقرة في أحشائها»، مبينا أن شقيقته تعرضت لعارض صحي أثناء وجودها في المنطقة الجنوبية، حيث أبلغهم الأطباء باحتمال إصابتها بمضاعفات جراء الطلقة النارية التي لا تزال في صدرها منذ عام من الآن، مطالبا بإصدار عقوبات ضد المتسببين في تعريض شقيقته للخطر، خصوصا الأطباء الذين عالجوا الحالة لحظة الإصابة. في المقابل، أكد المتحدث الرسمي للشؤون الصحية في الطائف سراج الحميدان في وقت سابق تحويل القضية للهيئة الطبية الشرعية وليس لصحة الطائف علاقة بالأمر حتى يصدر الحكم.