ليس هناك رأيان في أن المملكة كانت من أوائل الدول التي حذرت من خطر تنظيم داعش الإرهابي على العراق والمنطقة والعالم.. كما جاء خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مؤخرا الذي أكد فيه -حفظه الله- صراحة أنه من المعيب والعار أن هؤلاء الإرهابيين يقتلون النفس التي حرم الله قتلها.. ويتباهون بنشرها.. كل ذلك باسم الدين.. والدين منهم براء، فشوهوا صورة الإسلام بنقائه وصفائه وإنسانيته وألصقوا به كل الصفات السيئة بأفعالهم وطغيانهم وإجرامهم. لأن تنظيم داعش أصبح يهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم، وعليه فإنه أصبح لزاما على جميع الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي مواجهته عبر خارطة طريق واضحة المعالم ووقف تمدد هذا الخطر السرطاني الإرهابي.. ويجب أن تكون المواجهة مع هذا التنظيم الإرهابي شاملة.. فكرا وتخطيطا وتنظيما وتنسيقا سواء على المستوى الخليجي أو العربي أو الإسلامي والعالمي.. لأن هذه القضية هي مسؤولية وواجب دولي بهدف العمل على اقتلاع هذا التنظيم العقيم الذي يعيش في العصور الحجرية.. والذي لم يوفر في إجرامه طائفة أو جنسية أو عرقا أو قومية، وهو عدو لكل شيء إنساني ولكل قيمة إنسانية، وأيضا عدو الاستقرار والأمن والأمان.. وهذا ما يجعل أمر مواجهته أمرا دوليا يحتاج إلى رؤية دولية شاملة وإلى استراتيجية يتبناها العالم للقضاء على هذا الوضع المأساوي المؤلم الذي تتألم منه كل شعوب المنطقة.. بسبب همجية وبربرية هذا التنظيم الإرهابي الذي ليس له صلة بالإسلام الذي يدعو للسماحة واليسر والاعتدال ونبذ العنف والإرهاب والتشدد.. إن الهواجس والتحوطات التي تحدث عنها الملك عبدالله في خطابه التاريخي يجب أن تكون خارطة طريق لاجتثاث خطر الإرهاب والتنظيمات المتشددة الظلامية.. التي تريد إعادة الأمة الإسلامية إلى العصور الحجرية. فهيم الحامد