صاحب المعروف والإيجابي محل اعتبار وتقدير خصوصا من يبتدر عمل الخير دون مقايضة وهو في منصب يؤهله لخدمة الناس وتيسير أمورهم، هناك من يجيد فعل الجميل وينجح في كسب الجمايل من إخوته ورفاقه وبني عمومته، وشاعرنا أحمد القحطاني -رحمه الله- يرى أن فعل الجميل من عارفة سهل وميسور من خلال بيته الشهير «والجمايل عند من يعرف أدنى مالها» مما يروى عن رمز غامد وزهران (أبو رزق) -رحمه الله- أنه قصد مسئولا في خدمة إدارية ممكنة وقطع مسافة طويلة من منزله إلى مكتب المسئول وربما لم يصل إليه إلا بشق الأنفس من خلال بروتكول يحط من كرامة قامة بحجم أبي رزق وعرض عليه حاجته ولم يكن ذلك المسئول موفقا في الاستجابة علما بأنها تنفع المشفوع له ولا تضر المشفوع عنده وتجمل الشافع، وعاد أبو رزق ومعه صديق بسيارتهما من حيث جاءا مكسورة خواطرهما وفي الطريق بنشرت أحد إطارات السيارة فقال أبو رزق لمرافقه فك الاستبنة وركبها وبالفعل فك الرجل الاستبنة وإذا بها أيضا دون هواء فقال أبو رزق مقولة غدت مثلا «بعض الرجال ومنهم صاحبنا اللي كنا عنده مثل الكفرة الاستبنة مخفية عن الأعين والأيدي حتى يجي وقت اللزوم وأنت وحظك إما لقيتها قائمة أو نائمة» لربما تمنى ذلك المسئول بعد سماعه المثل وتشبيهه بالكفر المبنشر أنه تجمل في أبي رزق لكنه لا يعرف طريق الجمايل وليس من أهل الجميل، والشفاعة الحسنة محمودة في كتاب الله والشفاعة السيئة مذمومة وفي الأولى نصيب وفي الثانية كفل قال ابن القيم «لفظ الكفل يشعر بالحمل والثقل، ولفظ النصيب يشعر بالحظ الذي ينصب طالبه في تحصيله، وإن كان كل منهما يستعمل في الأمرين عند الانفراد، ولكن لما قرن بينهما اختص حظ الخير بالنصيب، وحظ الشر بالكفل». طابت جمعتكم بالجميل والأجمل.