أكد عدد من خبراء السياسة الدولية والمحللين أن الخطاب الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى العالم يعتبر بمثابة نداء أخير للعالم بأن يعي مسؤولياته في مواجهة الإرهاب والتطرف اللذين باتا يهددان مستقبل وحاضر المجتمعات الإنسانية في قيمها ومبادئها وعناصر الأمان فيها. وأشار الخبراء إلى أن هذا الخطاب يؤكد على الموقع القيادي الذي يحتله خادم الحرمين الشريفين في العالم ككل وفي حرصه على مواجهة الإرهاب بكل أشكاله دون تردد أو مواربة. الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض عبدالباسط سيدا ذكر ل(عكاظ) أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وضع العالم أمام مسؤولياته في الحرب على الإرهاب وهو قد وضع الإصبع على الجرح عندما أشار إلى موقع الخلل المتمثل بالصمت الدولي وبالكيل بمكيالين مع القضايا الدولية من فلسطين الى سورياوالعراق، فالإرهاب - كما قال الملك عبدالله - له أشكال عدة وأخطرها إرهاب الدول الذي يمارس من قبل إسرائيل والنظام السوري والعراقي، لأن إرهاب الدول هو الحاضنة الولادة لإرهاب المنظمات والحركات المتطرفة. وختم سيدا ل(عكاظ): «على العالم أن يعي هذا النداء التاريخي للملك عبدالله بن عبدالعزيز وأن يشكل خطوة أساس في استعادة المبادرة في الحرب على الإرهاب التي لا تكون إلا عبر ترسيخ العدالة في القضايا الكبري والتي تعني الشعوب العربية والإسلامية سواء في فلسطين وهي القضية المركزية أو في سوريا، حيث الجريمة الكبرى، أو في العراق الذي عاش ويعيش ظلما بسبب التخاذل الدولي». من جهته مفتي جبل لبنان الشيخ محمد على الجوزو أوضح ل(عكاظ) أن خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو نداء من قائد تاريخي يدرك أحجام المخاطر التي تتعرض لها الأمتان العربية والإسلامية من جراء الفتن المتنقلة والمنظمات الإرهابية التي صنعها أعداء الإسلام والعرب بهدف تشويه الإسلام ورسالته الإنسانية القيمة. وأضاف المفتي الجوزو: «إن خادم الحرمين الشريفين وضع الجميع أمام مسؤولياته من العلماء إلى المجتمع الدولي، فعلماء الأمة مطالبون بالكثير في هذه المرحلة التي تهدد صورة الإسلام ونموذجية الرسالة التي جاء بها الإسلام إلى البشرية، فكلمة حق اليوم هي الموقف المطلوب تجاه الجرائم الوحشية، التي يرتكبها البعض باسم الإسلام، لا لشيء فقط من أجل تحقيق أهداف أعداء الإسلام والعرب الذين يدركون أن بوابة القضاء على الإسلام بالقضاء على العرب وتماسك مجتمعاتهم». وختم المفتي الجوزو: «مواجهة الإرهاب -كما قال الملك عبدالله- لا تكون إلا عبر ترسيخ العدالة بين الناس والشعوب وعبر خروج العالم عن صمته تجاه جرائم بشار الأسد وإسرائيل والمالكي». من جهته أستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد المصري قال ل(عكاظ): «هو نداء تاريخي بكل ما للكلمة من معنى، فخادم الحرمين الشريفين ومن موقعه القيادي في العالمين العربي والإسلامي يدرك أن الأمور في العالم وتحديدا في منطقتنا قد تجاوزت الخطوط الحمراء وباتت تهدد المصير والكيان، إنها الفتنة، هذا ما قاله خادم الحرمين، هو نداء للجميع دون استثناء، عربا وعجما، مسلمين وغير مسلمين، لأن الفتنة المسماة بالإرهاب تهدد الجميع وتهدد الإنسانية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى». وأضاف الدكتور المصري ل(عكاظ): «إن خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يشكل خارطة طريق واضحة لمواجهة الإرهاب عبر تكاتف دولي وعربي وإسلامي وعبر تصالح المجتمع الدولي مع القيم التي رفعها ويرفعها والتي لم تطبق في سورياوالعراقوفلسطين، ومن هنا فإن المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته في الحرب على الإرهاب بكل أنواعه من منظمات أو من دول وهو الأخطر». وختم الدكتور المصري: «إن الأمة الإسلامية تمر بمرحلة حرجة وخطيرة تكاد تكون الأخطر في تاريخ أمتنا، ومن هنا فإن المواجهة صعبة وخطيرة، لكنها ليست مستحيلة في حال تكاتفت الجهود والنيات، وهذا جوهر الخطاب الذي ألقاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز».