استفحلت الفوضى في ليبيا عقب سيطرة المتطرفين على مدينة بنغازي، وسط تحذير دول الجوار من تفاقم الأوضاع الأمنية. يأتي ذلك، فيما تجري دول الجوار ترتيبات لعقد اجتماع خلال الأيام القليلة المقبلة بالقاهرة، لبحث تطورات الأوضاع وما تقدمه هذه الدول من دعم للعملية السياسية في ليبيا. وأكد السفير الدكتور محمد بدر الدين زايد مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون دول الجوار، أن هذا الاجتماع الذي سيعقد على مستوى كبار المسؤولين بالدول الست إلى جانب ليبيا، يأتي في إطار الترتيب لاجتماع لوزراء خارجية هذه الدول سوف يعقد بالقاهرة أيضا، إلى جانب اجتماع يعنى بضبط الحدود والتعاون الأمني لمنع تسرب الأسلحة والإرهابيين. وقال السفير بدر الدين في تصريحات خاصة ل«عكاظ»، إن هذا الاجتماع يأتي في إطار سلسلة الاجتماعات التي تبحث الوضع في ليبيا، والتي كان آخرها الذي عقد في تونس 13و14 يونيو، حيث تعنى بمتابعة التطورات الجارية ومناقشة ما يمكن أن تقدمه هذه الدول من دعم لها حتى تتجاوز المرحلة الراهنة، وتبتعد عن شبح الحرب الأهلية. فيما أكد الدكتور جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، أن الوضع في لبيبا يشهد تدهورا غير مسبوق، مشيرا إلى أن هذا الوضع ظهر منذ أكثر من 3 سنوات، بعد انهيار نظام معمر القذافي، حيث انقسمت القوى المسلحة التي دعمتها فرنسا صراحة وأمريكا خفية، وباتت ليبيا خاضعة لحكم مجموعة من الميليشيات المتنافسة على توزيع التركة. وأضاف: بعض الميليشيات تتحكم في مرافئ النفط وأخرى تسيطر على حقول للبترول، مشيرا إلى أنه من أبرز ملامح انهيار الدولة هو أن مطار العاصمة الرئيسي خاضع لسيطرة ميليشيات قادمة من شمال غرب ليبيا من منطقة الزنتان، محذرا من دخول البلاد في حرب أهلية. وأضاف الدكتور محمود العلايلي القيادي بحزب المصرين الأحرار، أنه مع انهيار الدولة في ليبيا، عادت خرائط التقسيم للظهور مرة أخرى، مشيرا إلى خريطة تقسيم تضم عدة دويلات متحدة تحت إطار حكم فيدرالي، على أن يتم تقسيم البلاد إلى 3 دويلات، واحدة في الشمال الغربي للبلاد عاصمتها طرابلس، وأخرى في الشرق تابعة لبنغازي، وثالثة تحمل اسم دولة «فزان». وحسبما يرى الدكتور محمود العلايلي، هناك 4 ميليشيات رئيسية تتصارع في ليبيا، وعلى الرغم من اختلاف الأسماء والمسميات، إلا أن الهدف واحد هو إسقاط ليبيا.