حذر خبراء مصريون، من احتمال تكرار سيناريو الصومال في ليبيا، في ظل تنامي دور المليشيات المسلحة، وضعف سيطرة الدولة، وقالوا إن ما يجري على الأرض الليبية يؤكد أن الدولة تسير فى منزلق خطير قد يقود فى النهاية لتقسيمها لأكثر من دويلة. سيطرة المرتزقة وقال اللواء محمود عبد الرحمن الخبير بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن الدولة الليبية تحيط بها الأزمات من أكثر من محور أبرزها النشاط الواضح للقاعدة فى منطقة المغرب العربي والتي تتخذ من الصحراء الليبية والجزائرية مرتعاً لعملياتها فى تهريب السلاح والمرتزقة الذين يشكلون عماد المليشيات فى ليبيا، مشيرا إلى سيطرة المليشيات على مخازن السلاح فى ليبيا التى فقدت الدولة السيطرة عليها بعد قتل القذافي، مع انتشار الفساد بشكل غير مسبوق ما مكن المليشيات من السيطرة على أكثر من 20 مليار دولار تمت سرقتها من أموال الدولة الليبية فضلا عن أنصار النظام السابق والذين يتخذون من مدينتي الزنتان وأبو وليد مقراً لهم للعودة مرة أخرى للحكم. وأكد أن الدولة الليبية هشة للغاية والحكومة أضعف بكثير من المليشيات ما جعل الدولة تخضع لابتزاز المليشيات التى تتحكم فى إنتاج النفط وتعين الوزراء بل ومحاولة الاعتداء على الشخصيات العامة، ما أدى إلى تراجع صورة الدولة الليبية فى الداخل والخارج خاصة بعد مقتل السفير الأمريكي فى طرابلس والاعتداء على أكثر من قنصلية وسفارة منها القنصلية المصرية فى بنغازي، وحذر من أن استمرار هذا الوضع سيكون فى صالح المليشيات العسكرية التى يزداد نفوذها يوما بعد يوم بعد فشل الحكومة فى طردها خارج المدن وخاصة خارج طرابلس. مخاطر التقسيم من جانبه، حذر الدكتور مصطفى تيمور الأستاذ في معهد الدراسات العربية من تغول المليشيات، وقال إن مصر الآن محاطة بالمليشيات سواء في غزة أو ليبيا أو السودان، وأن انتشار المليشيات فى ليبيا وتجار السلاح وراء دخول كل أنواع السلاح وخاصة الصواريخ والأسلحة الثقيلة من ليبيا لمصر، مشيرا إلى محاولات تفتيت وصوملة الدولة الليبية إلى أكثر من ثلاث دويلات، واحدة فى طرابلس وأخرى في إقليم برقة وعاصمتها بنغازي، ودولة في الجنوب على حدود تشاد. وقال إن الدولة تتعرض لمخاطر كبيرة باقتطاع إقليم أوزو لصالح تشاد، وهو ما سيكون له نتائج كارثية على منطقة شمال أفريقيا وجنوب البحر المتوسط. وأكد الدكتور تيمور أن استمرار الوضع الحالي فى ليبيا سيكون مؤشرا على انهيار الدولة الليبية ودخول عصر المليشيات وأمراء الحرب على غرار ما يحدث فى الصومال، وهو ما يهدد بدخول ليبيا حقبة زمنية قد تصل لعشرات السنوات من الفوضى الأمنية والسياسية يصعب الخروج منها وتتحول فيها من دولة غنية أراد شعبها أن تدخل إلى قائمة دول الحكم الرشيد إلى دولة فاشلة سياسيا واقتصاديا. وحول الروشتة السياسية والأمنية التي يمكن أن تساعد ليبيا للخروج من هذا المأزق قال الدكتور علي وهيب أستاذ العلاقات العربية بالجامعة الأمريكية إن دول العالم وفي مقدمتها الدول العربية تخلت عن ليبيا، وأضاف على الدول العربية التدخل لدعم الحكومة المركزية سياسيا وأمنيا، حتى تستطيع الحكومة تحجيم المليشيات؛ لأن تقسيم ليبيا ليس فى صالح مصر وكل دول الجوار، كما أن تفتيتها ستكون له نتائج خطيرة على دول جنوب الاتحاد الأوروبي المطلة على البحر المتوسط خاصة ما يتعلق بالهجرة غير الشرعية، ولهذا لا بد أن يتحرك الاتحاد الأوروبى لمساعدة الحكومة الليبية بعد أن ساعد فى الإطاحة بالقذافي، مؤكدا أن دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية يمكن أن تساعد حرس الحدود الليبي من خلال إمداده بالمعدات والطائرات الطوافة للتقليل من دخول السلاح والإرهابيين والمرتزقة بما يضعف شوكة المليشيات ويقوي كيان الدولة والحكومة الليبية.