رويترز - قال مصدر أمن وموظف في الصليب الأحمر أمس الأربعاء ان مكتب منظمة الاغاثة في مدينة مصراتة الليبية تعرض للهجوم وان رجلاً يعيش بالقرب منه اصيب في الانفجار. وذكر مصدر الامن ان الهجوم نفذ على الارجح بتفجير قنبلة بجهاز تحكم من بعد. وقال: «تضررت جدران المبنى. والتحقيق جار». ووقع الانفجار فجر الثلثاء في بلدة مصراتة الغربية. وقال موظف اللجنة الدولية للصليب الاحمر إن رجلاً ليبياً أصيب في الانفجار. وهذا ثاني هجوم تتعرض له منظمة الصليب الأحمر خلال أقل من شهر. وأصيبت مكاتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بقذيفة صاروخية في مدينة بنغازي شرق ليبيا في أيار (مايو)، لكن لم يصب أحد في الهجوم. ووقع هجوم الثلثاء بعد يوم من تعرض موكب السفير البريطاني في ليبيا لقذيفة صاروخية في بنغازي وأصيب في الهجوم اثنان من حراسه في أخطر هجوم من بين مجموعة من الهجمات استهدفت أجانب. على صعيد آخر، زار أعضاء وفد من المحكمة الجنائية الدولية الثلثاء زميلتين لهم معتقلتين في ليبيا بسبب مزاعم عن تسليمهما وثائق مثيرة للريبة لسيف الإسلام نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي المحتجز في بلدة ليبية. وكانت ميليشيا محلية منعت الوفد في وقت سابق الثلثاء من دخول بلدة الزنتان بعد أن أغلقت الطرق المؤدية إليها بسبب اشتباكات مع قبيلة منافسة في المنطقة. واعتقلت المحامية الاسترالية ملندا تايلور والمترجمة المولودة في لبنان إيلين عساف في بلدة الزنتان بعدما التقتا سيف الإسلام في هذه البلدة بسبب مزاعم عن تسليمه وثائق مثيرة للريبة من أنصاره. وكان بصحبتهما زميلان من الرجال أثناء الزيارة. وتطالب جماعات حقوق الإنسان والمحكمة التي تتخذ من لاهاي مقراً لها والحكومة الاسترالية بالافراج الفوري عن المحامية والمترجمة، لكن سلطات الادعاء الليبية تقول انهما ستحتجزان لمدة 45 يوماً على ذمة التحقيق. وقال أحمد الجهاني وهو محام ليبي مسؤول عن قضية سيف الإسلام ومسؤول اتصال بين الحكومة الليبية والمحكمة الجنائية الدولية إن وفد المحكمة وكذلك سفيري الدولتين اللتين تحمل المعتقلتين جنسيتيهما زاروهما. وأضاف أنهما في حالة جيدة ومحتجزتان في دار للضيافة ولديهما طعام ومياه وتعاملان معاملة حسنة. وفي وقت سابق الثللثاء وفي مظاهر تلخص الفوضى وعدم الاستقرار في ليبيا منذ انتفاضة أدت إلى إطاحة القذافي وقتله العام الماضي، وجد الوفد لدى وصوله إلى نقطة تفتيش خارج الزنتان رجال ميليشيا ابلغه بأنه لا يسمح لأحد بدخول البلدة بسبب اشتباكات مع قبيلة منافسة بالقرب من الزنتان. وتوقف الموكب المؤلف من سبع سيارات قرب نقطة التفتيش انتظاراً للوصول إلى الزنتان بناء على موافقة السلطات في العاصمة طرابلس على الزيارة. ويبرز الحادث المشكلة التي تعقد المفاوضات بخصوص فريق المحكمة الجنائية الدولية: فالزنتان لا تخضع فعلياً لسيطرة الحكومة المركزية. وكانت ميليشيا في الزنتان اعتقلت سيف الإسلام في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وترفض منذئذ تسليمه للعاصمة وتعتبر المسؤولة بحكم الأمر الواقع. وقالت الميليشيا عند نقطة التفتيش إن قادتهم في المجلس العسكري في الزنتان أصدروا الأوامر بإغلاق الطريق بعد اندلاع القتال بين ميليشيات الزنتان وأفراد من قبيلة المشاشية. والاشتباكات كانت تدور على بعد 50 كيلومتراً تقريباً إلى الجنوب من الزنتان في منطقة بعيدة من الطريق الذي سيستخدمه فريق المحكمة. وكانت المحكمة على شفا حرب مع السلطات الليبية في شأن مكان محاكمة سيف الإسلام حتى قبل احتجاز موظفتي المحكمة الجنائية الدولية. وكان فريق المحكمة الجنائية الدولية الذي يضم تايلور وعساف يلتقي بسيف الإسلام بموجب ترتيب مع السلطات الليبية يسمح له بمقابلة محامي دفاع عينتهم المحكمة الدولية. وقال مسؤولون في الزنتان انه خلال الاجتماع ضبطت الاثنتان وهما تعطيان وثائق لسيف الاسلام من محمد اسماعيل مساعده الهارب وبعد ذلك وجد انهما تحملان اجهزة «تجسس وتسجيل». وفي لاهاي أكد متحدث باسم المحكمة من جديد موقف المحكمة الذي يرى أن احتجاز الموظفتين غير قانوني لأنهما تتمتعان بحصانة من المحاكمة.