د. صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء هذه شروط منع الحيض في رمضان من النساء من تتناول دواء لإيقاف الدورة الشهرية في شهر رمضان لتتمكن من أداء الصلاة والصيام مع الناس.. فما الحكم؟. هذه الأدوية التي تمنع نزول الحيض وتمنع الحمل إذا كانت المرأة تريد استعمالها فلا بد من أمور تنظر إليها، أولا: لا بد أن تنظر في أصل استعمال هذه الأدوية وأنه يجب أن يكون بعد استشارة أهل الاختصاص في الطب، هل من المناسب لها أن تستعمل هذه الأدوية أم هي مضرة لها؟، فإن كانت مضرة لها فلا يجوز لها استعمالها، وإن كانت غير مضرة فهل استعمالها لهذه الأدوية لأجل غرض شرعي أم لا؟، فإن كانت تستعملها من غير حاجة أو لأغراض غير مشروعة كقطع النسل ونحوه، فلا يجوز لها أن تستعملها، وإن كانت لأغراض مشروعة كمساعدتها في تنظيم النسل، أو الاستعانة بها على أداء فريضة الحج مثلا أو غيرها من الأغراض المشروعة، فهنا يبقى النظر، الثالث وهو: إذن زوجها، فإن أذن لها استعملتها، وإن لم يأذن لها لم تستعملها. لكن مع هذا فإنه لا ينبغي للنساء التمادي والاسترسال في استعمال هذه الأدوية؛ لأنه ومن الواقع ثبت لنا أن مثل هذه الأدوية تسبب للمرأة اضطرابات في عادتها حتى تكون المرأة غير ضابطة لها، فتختل عليها بسبب ذلك كثير من الأمور، وخاصة العبادات من صلاة وصيام وحج ونحو ذلك. لذا فإني أنصح المرأة أن تترك الأمر على طبيعته كما خلقه الله؛ فإنه سبحانه أحكم الأحكمين وهو العليم الخبير اللطيف، يعلم ما يصلح عباده، فلا ينبغي لها أن تتعرض لمثل هذه الأمور التي تؤدي بها إلى الإخلال والاضطراب في عادتها فتختل تبعا لذلك عباداتها. وقد كان نساء الصحابة رضي الله عنهن جميعا، يأتيهن الحيض في رمضان فيفطرن ثم يقضينه، والحمد لله الأمر يسير، تفطر المرأة إذا نزل دم الحيض ثم تقضي ما أفطرته بعد رمضان، ولها فيمن سلف من نساء الصحابة رضي الله عنهن خير قدوة حتى إن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أخبرت أنه كان يكون عليها الصوم في رمضان فما تقضيه إلا في شعبان، المقصود أن الأمر يسير ولا تضجر المرأة وتذهب لهذه الأدوية التي تسبب لها الاضطرابات.