رأى أطباء وعلماء الشريعة، أن توجه بعض النساء لحبوب تأخير الدورة لصيام الشهر يمهد لحدوث الاضطرابات غير المتوقعة. وأشاروا إلى أن الإفطار رخصة من الله عندما تأتي الدورة الشهرية عند المرأة فمن حقها ألا تصوم إذا جاءتها الدورة، وتصوم أيام الإفطار بعد إتمام الشهر. رأى استشاري النساء والتوليد والعقم في جدة الدكتور عبدالرحمن فياض، أن توجه بعض النساء لحبوب تأخير الدورة لصيام رمضان هو سلوك محفوف بالمخاطر، خصوصا إذا كانت السيدة تشكو من أمراض أخرى، لأن الجسم يتعامل وفق ساعة بيولوجية في إفراز الهرمونات وخروج الطمث، وأن أي خلل في هذا الجانب يؤدي إلى حدوث اضطرابات داخلية، خصوصا أن الدورة الشهرية عبارة عن عملية فسيولوجية تحدث نتيجة تغيرات في جسم المرأة لتقوم بوظيفة الحمل والإنجاب، والأفضل صحيا أن نترك وظائف أجسامنا تقوم بكامل مهماتها ونشاطها. رخصة الإفطار اعتبر استشاري النساء والولادة الدكتور خالد عبدالعزيز، أن إفطار المرأة أفضل صحيا من تناولها لأدوية تأخير الدورة، لا سيما أن المرأة تشكو من متاعب جسدية قبل الدورة، وهي متاعب طبيعية تمر بها كل امرأة وشابة، وتختفي هذه المتاعب بمجرد نزول الدم، فالأولى لهن إعطاء الجسم راحته طالما منحها الله رخصة الإفطار. ولفت الدكتور عبدالعزيز إلى أن الأدوية التي تستخدم لمنع الدورة الشهرية، هي نفسها التي تستخدم في منع الحمل، ولها نفس التأثيرات المعروفة لحبوب منع الحمل، لكن بصورة عامة، فالاستخدام لفترة قصيرة ليس له ضرر يذكر، كما أن الأنواع التي تستخدم لتأخير الدورة هي الأنواع الأقل تركيزا؛ أي تحتوي على نوع واحد من الهرمونات، وليس اثنين، كما في موانع الحمل الأكثر تركيزا، فالخلاصة لا توجد خطورة في استعمال هذه الحبوب لتأخير الدورة لمدةٍ قصيرة، ولكن قد تأتي الدورة غزيرة بعض الشيء بعد التوقف عن استعمال الحبوب، وهذا بسبب سماكة بطانة الرحم نتيجة تأخر الدورة، فالأفضل أن تترك المرأة آلية عمل الهرمونات في جسدها طبيعيا دون مؤثرات خارجية، وعليها أن تفطر وتقضي الأيام بعد رمضان. يجوز ولكن وفي سياق متصل، قال عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الدكتور صالح الفوزان «يجوز أن تستعمل المرأة أدوية لمنع الحيض في رمضان، إذا قرر أهل الخبرة الأمناء من الأطباء ومن في حكمهم أن ذلك لا يضرها، وخير لها أن تكف عن ذلك، وقد جعل الله لها رخصة في الفطر، إذا جاءها الحيض في رمضان، وشرع لها قضاء الأيام التي أفطرتها ورضي لها بذلك دينا. ضرر عليها ويخالف عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للقضاء الدكتور عبدالعزيز الفوزان ما ذهب إليه الدكتور صالح الفوزان في رأيه الفقهي حيال هذه المسألة، موضحا «أنه لا ينبغي للمرأة أن تستخدم هذه الحبوب التي بها ضرر عليها، وتأخذ هذه الحبوب فتتضرر بذلك، فلا يجوز لها أخذ حبوب منع الدورة لا في الحج ولا في الصوم، فعليها أن تنتظر حتى يذهب أثرها وتقضي الصوم. وأضاف «إن لم يكن عليها ضرر بشهادة الطبيبة الموثوقة فلا حرج في أخذها، وإذا نزل معها دم صريح واضح فهو دورة ولو كان قطرات، أما إن كان كدرة أو صفرة أو أشكل عليها هل هو بدم أو ليس بدم فالأصل أنها طاهرة ولا يعتبر شيئا».