ونحن على مشارف دخول شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، لا صوت يعلو هذه الأيام على صوت حملات المقاطعة لتلك القناة الفضائية والمطالبة بمنع عرض ذلك المسلسل الدرامي الذي بنى المناهضون فكرتهم السيئة حوله لمجرد مشاهدتهم لمقطع مجتزأ من الإعلان الترويجي الذي اختارته القناة وبثته على شاشتها في مدة لم تتجاوز 30 ثانية، بعدها علت مناشدات المغردين وتحالفت المواقع الإلكترونية وهب المطبلون للحملة ( الذين اعتادوا السير خلف القطيع ) على وضع شعار المقاطعة كصورة عرض تتصدر حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب المساهمة في نشر مطالب الحملة عبر رسائل الواتس اب !؟. قبل أن أبدي رأيي تجاه هذه الحملة، وقبل أن أتهم بموالاتي لصناع الدراما أو بتوددي للقائمين على هذه القناة أود أن أوضح بأنني ومنذ نهاية رمضان العام الماضي، وبقرار شخصي نابع من قناعة تامة، نقلت هذه القناة من المحطة الأولى المفضلة إلى آخر القائمة، ولم أعد أشاهدها إلا عن طريق الصدفة حيث أصبحت بالنسبة لي مثلها مثل محطة الترانزيت التي ينتظر بها المسافر قليلا والملل يسايره لحين الإقلاع إلى وجهته !!. لقد اتخذت قراري هذا بعد أن تذمرت لأشهر طويلة من حشد المسابقات المعروضة تباعا على هذه الشاشة، إضافة إلى الكم الهائل من المسلسلات المدبلجة، ناهيك عن برامج تعتمد التجريح والتهريج وتقوم على سكتشات خاطفة ومكررة لا تحتوي على أي فكرة أو مادة دسمة. مع هذا كله، أنا ضد حملة المقاطعة، لأن مشهدا مدته لم تتجاوز 30 ثانية، لا يكفي لإصدار مثل هذا الحكم ولا يبرر شن هذه الحملة الشنعاء والغبية، كما أنه لا يكفي للتضامن معها ، إلا إذا كان المتلقون مثل الببغاوات يرددون ما يسمعونه بمهارة عالية ولكن دون أن يفهموا كلمة مما يقولون !!. هذا المشهد باختصار انتقي بعناية من قبل مخرج العمل من أجل الترويج وجذب أكبر عدد من المشاهدين وقد نجح في ذلك بامتياز، وإن ظهرت النتيجة عكسية، نعم لقد انطلت الحيلة على الجميع مثل كل سنة، وساهم أعداء هذه القناة والكارهون لها ودون أن يشعروا في الترويج لأعمالها ببلاش وبكافة التقنيات الحديثة، وبعد أن حذفها الكثيرون من رسيفراتهم وكذلك من أفكارهم سيبحثون عن ترددها الآن ويعيدون برمجتها ووضعها على رأس القائمة، كل هذا من أجل معرفة أحداث ونهاية المسلسل الخليجي المثير للجدل وإطفاء نهمهم وإشباع فضولهم !؟.