* بالرغم من أنني نادراً ما أتفرغ لمشاهدة التلفاز ومتابعة ما تعرضه شاشاته، إلا أنني خلال شهر رمضان المبارك فقط مثل أغلبية الناس نضطر لمشاهدة بعض المسلسلات التي تعرض بعد صلاة المغرب وإلى أذان العشاء، وقد تناولت في السابق بعض المسلسلات الدرامية التي قدمت في شهر رمضان بالتحليل والنقد، ولم أكمل بقية المسلسلات لضرورة الكتابة عن أحداث اجتماعية ملحة ولا تقبل التأخير. * واليوم سأستعرض مسلسل (بيني وبينك) في جزئه الرابع والذي أتمنى أن لا يكون له أجزاء أخرى مثل بقية المسلسلات المحلية والأجنبية والتي أصبحت وكأنها من المسلسلات المكسيكية !! وبسبب إصرار بعض التقارير المنسوبة لمسؤولين في قناة (MBC) على تكريس فكرة نجاح هذا المسلسل، وهذا يعد تزيفاً وتزويراً لآراء المشاهدين بدليل الإحصاءات الوهمية وغير الحقيقية التي تطالعنا بها الصحف وتعرضها كواقع دون قناعة المشاهدين، وكل ذلك من أجل إقناع القناة نفسها بالاستمرار في عرضه في أجزاء جديدة في كل رمضان في الأعوام القادمة !! * فلقد كتب أحد النقاد الفنيين المحليين في الصحيفة التي يعمل فيها بأنه يتفق مع كثير من آراء المشاهدين بالاستغراب من استمرار هذا المسلسل لأربعة أعوام، فما بني على فاشل فهو فاشل، فمسلسل (بيني وبينك) لم يقدم أكثر من أمية كوميدية مخجلة، وسطحية يصعب معها احترام المضمون، ويقول ناقد آخر أن مسلسل (بيني وبينك) ضحك في ضحك ولا يضيف شيئاً للدراما السعودية !! وناقد ثالث كتب يقول : إن فشل (بيني وبينك) في ثلاث سنوات متتالية على الرغم من ذلك فما زال يعرض كل عام وفي توقيت مميز من أيام الصيام، واستغرب رفض القناة إتاحة الفرصة لمواهب جديدة. * ففي حلقات مسلسل (بيني وبينك) مبالغة وسخرية وتهكم بطريقة سقيمة تعبر عن حالة مؤلف ومنتج هذا المسلسل، فهم بهذا المسلسل يظهرون المجتمع السعودي بصورة ساذجة وسطحية، وإلا بماذا نفسر ما عرض في إحدى حلقاته عندما أراد ( النجم الأوحد !!) في المسلسل الخروج بأسرته لإحدى الأسواق؛ حيث ظل ابنه ينظر من سطح المنزل ليراقب الشارع حتى يخلو من المارة ويعطي الإشارة لوالدة ليخرج بأفراد الأسرة من المنزل وركوب السيارة !! وكذلك عند وصولهم إلى ( المول) كيف أنهما (الأب والابن) أبعدا الناس ومنعوهما من الدخول حتى تدخل عائلتهم!! ثم إحاطتهما بالعائلة كإحاطة الأسورة بالمعصم !! والتي ذكرتني ببعض الحجاج الأفارقة من أصحاب الأجسام الضخمة عندما يتحلقون حول جماعتهم في رمي الجمرات والطواف ودفع من يعترض جمعهم بالقوة !! وهكذا أغلب حلقات هذا المسلسل سيناريو باهت وضحالة فكر وتكرار ممل وتهريج في تهريج ولم تلامس هموم المجتمع بل العاكس الإساءة إليه !!. قبسة : الحياة تشبه الحكاية المهم ليس طولها بل قيمتها. (حكمة لاتينية) مكةالمكرمة : ص ب : 233 ناسوخ : 5733335