بعد أن «تفرجنا» في الأيام القليلة الماضية على الصراع والمعركة بين المحطات الفضائية على مستوى الساحة الإعلامية بتكثيف الحملات الدعائية والإعلانية للترويج والتسويق لأعمالها الفنية الرمضانية والتعريف بها، ينطلق اليوم فعليا مع بدء شهر رمضان موسم التنافس بين الأعمال الدرامية على اقتسام الكعكة الرمضانية والاستحواذ على أكبر جزء من المشاهدين والإعلانات التي تنتظرها الفضائيات من عام لعام، وقد شهدت الحركة الفنية الدرامية محليا وخليجيا وعربيا في الأعوام الأخيرة نقلة نوعية وكبيرة على مستوى الإنتاج الدرامي، إذ في كل موسم رمضاني نحن على موعد مع أكثر من 70 عملا دراميا، وفي هذا العام لم تثن الأوضاع المتوترة في بعض الدول العربية، هوامير الإنتاج التليفزيوني عن أن يستمروا في ضخ مزيد من الزخم الدرامي في رمضان. اليوم المشاهد في حيرة من حيث المتابعة والتحكم في «الريموت» والبحث عن عمل جيد عال من الطرح غني بالأفكار المقبولة والمضمون القيم، خال من الأهداف التجارية والتكرار والتهريج والإثارة المصطنعة والإسفاف. «طاش» الأخير.. هل يهزم الملل؟ أغلب الأحاديث عن الأعمال الرمضانية سوف تكون عن المسلسل الكوميدي الشهير «طاش 18»، حيث يحتل حيزا كبيرا من اهتمامات المشاهدين ولاسيما على المستوى المحلي والخليجي، وسيكون «طاش 18» الوجبة الرئيسية كما جرت العادة في كل رمضان. «طاش» لهذا العام قد يكون «الأخير» بحسب الأنباء التي ترددت ولاسيما بعد أن تجددت الخلافات بين نجمي «طاش» وعامر الحمود وتوقفت حين كسب عامر الحمود الجولة القضائية من أمامهما؛ حيث حسمت لجنة النظر في المخالفات لدى وزارة الثقافة والإعلام الجدل الدائر بين الشركاء في مسلسل «طاش ما طاش»، وقضت بإلزامهما دفع مليون و300 ألف ريال، لغريمهما الحمود «تعويضا للحق الخاص، لاستغلال «النجمين» اسم المسلسل لمصلحتهما من دون أخذ موافقة خطية من صاحبه، الصادر له الإذن الرسمي باسمه وباسم مؤسسته عن جميع الأجزاء، من الجزء الرابع حتى ال 16، بمعدل 100 ألف عن كل جزء». ويحاول الثنائي الشهير أن يقدما هذا العام عملا مختلفا عن الأجزاء السابقة التي صنفها بعض مشاهدي المسلسل بأنها تأتي في إطار التكرار المسبب للملل. «طاش 18» يناقش قضايا متعددة من بينها الابتعاث، والطيران، ومعاناة الشباب، والتقنية الحديثة وتأثيرها، وغيرها من حلقات. «طاش» هذا العام من إخراج محمد عايش ل20 حلقة، وسمير عارف له خمس حلقات. «سكتم» ورهان المالكي بعد أن خطف الأضواء في العام الماضي، يركب النجم فايز المالكي موجة الأجزاء ليقدم الجزء الثاني من مسلسل سكتم بكتم، وهو العمل الذي لا يختلف اثنان على نجاحه في الجزء الأول، ما دفع المالكي إلى أن يقرر دون تفكير إنتاج جزء ثان، ولأن ظاهرة الأجزاء قد تكون ناجحة نسبيا ولاسيما إن كانت الحلقات غير متصلة، حيث لا يعتمد المسلسل على فكرة أو قصة أو ممثلين معينين، فإن فايز يسعى جاهدا على أن يحافظ على نجاح الجزء الأول، وقد تكون نسبة حماس وروح التحدي عند المالكي مرتفعة ولاسيما بعد الاختلاف الذي نشب بينه وبين مخرج الجزء الأول عبدالخالق الغانم، وعلى ضوئه انسحب من إخراج الجزء الثاني، ويبدو أن المالكي واثق من نجاح العمل، واتضح ذلك من خلال اعتماده على ذات الأسماء التي شاركته الجزء الأول. ومن الحلقات التي ستعرض في «سكتم 2»: «باص مناحي، بنت ناس، دحيم اللبناني، وحلقة عن المبتعثين، وسيعرض العمل على القناة الأولى السعودية. «قول».. والانسحاب من مواجهة «طاش» وبعد تراجع معدل النجاح والانتشار في جزئه الرابع «بيني وبينك»، يغير منتجه حسن عسيري الاسم إلى قول في الثمنيات بنفس الأسماء التي شاركته مسلسله الرمضاني السابق «راشد الشمراني، حبيب الحبيب، عمر الديني، إضافة إلى حسن عسيري. «قول في الثمنيات» طلب القائمون عليه ألا يعرض بالتزامن مع عرض «طاش 18» وبحسب تعبير عسيري أن الجمهور المحلي والخليجي رسم في أذهانهم أن فترة ما بعد صلاة المغرب هي فترة مخصصة ل«طاش»؛ لذا من الأفضل الانسحاب من المواجهة وترك «سكتم بكتم» يتبارى مع «طاش» في الفترة الذهبية. ويراهن عسيري على أن هذا العمل سيكون حديث المشاهدين، ويعرض «قول في الثمانيات» على القناة الأولى. «توق».. رائعة البدر محطة روتانا خليجية رتبت أوراقها وحضرت نفسها جيدا للفوز بالنصيب الأوفر من المشاهدين، ويكفي رائعة البدر «توق»، حيث يعتبر «توق» هو العمل الأضخم والأقوى وهو من إخراج شوقي الهاجري ومن بطولة غسان مسعود وعبدالمحسن النمر وسلافة معمار. والمسلسل مأخوذ من رواية «توق» للأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن، وسيتناول قصة فانتازية تجري أحداثها في بداية القرن ال19 الميلادي يلعب فيها عبدالمحسن النمر شخصية الشاعر «فراس» الذي تربطه علاقة عشق بفتاة تدعى «فاطمة» تؤدي دورها سلافة معمار، وعلى المستوى الكوميدي سوف يعرض مسلسل فكاهي بعنوان «ملف علاقي» من بطولة محمد الطويان وتركي اليوسف وماجد مطرب وعبير أحمد وشيماء سبت. «هوامير» والمفاجآت ولا تتوقف «روتانا» عند هذا فحسب بل إنها ستعرض الجزء الثالث من المسلسل الشهير هوامير الصحراء والذي يتضمن شخوصا جديدة وتطورات غير متوقعة، ويعتبر «هوامير الصحراء» العمل الأكثر جرأة وقد أثار جدالا منذ عرض جزئه الأول. وتشارك في هذا العمل نخبة من الممثلين الخليجيين والعرب، بينهم أحمد الصالح وميساء مغربي وعبدالله العامر وسعيد القريش وعلي السبع وأميرة محمد ومريم الغامدي وغيرهم، وهو من إخراج السوري أيمن الشيخاني. الحيان.. وزعل هيا الشعيبي من جانبه يستكمل الفنان فهد الحيان مسلسله الكوميدي «غشمشم» من خلال قناة دبي، ويناقش قضايا شبابية مختلفة في إطار كوميدي وبأسلوب عصري حديث، ويبدو أن مسلسل غشمشم سيفتقد بعض قوته ونكهته الفنية المتمثلة في هيا الشعيبي التي تذمرت في وسائل الإعلام من عدم دعوة الحيان لها في الجزء السادس رغم أنها ضحت بأعمال سابقة من أجل مسلسل غشمشم، وهو ما جعل الحيان يرد عليه بالاعتذار لها، مبررا ذلك بعدم حاجة الجزء السادس لشخصيتها ودورها. «غشمشم» من سيناريو ناصر العزاز، ويخرجه بسام سعد، ويشارك الحيان بطولته فيصل العمري، ودريعان الدريعان، . سيدة الشاشة في «الجليب» ومن الكوميدية إلى الدرامية يبرز الاسمان الذهبيان حياة الفهد وسعاد عبدالله، فسيدة الشاشة الخليجية تعود مجددا رمضانيا لتقدم مسلسل بالتأكيد سيأخذ نصيبا وافرا من المشاهدة، كما هي أعمال حياة الفهد، حيث تظهر هذا العام في مسلسل الجليب مع نخبة من النجوم: أحمد الصالح ومنصور المنصور ومحمد المنيع وصلاح الملا وعلي البريكي وخالد البريكي وشعبان عباس وبدر الشرقاوي ومحمد رمضان، والمسلسل من إخراج الأردني سائد الهواري. وذكرت الفنانة حياة الفهد أن المسلسل تراثي ويناقش عدة قضايا اجتماعية تهم أفراد الأسرة، وأضافت أن شهيتها مفتوحة للعمل التليفزيوني، خاصة مع توفر كل الإمكانيات لتقديم عمل درامي مميز. السندريلا.. وفرصة ثانية! في حين تواصل سندريلا الشاشة الخليجية سعاد عبدالله الركض في مضمار الأعمال الرمضانية وتقدم مسلسل «فرصة ثانية» الذي يطرح قضايا اجتماعية إنسانية ومشكلات اجتماعية من بينها الترابط الأسري. والعمل من بطولة عبدالعزيز جاسم وحسين المنصور، مع إلهام الفضالة، ومرام، وباسمة حمادة، ومشاري البلام، وهو من تأليف وداد الكواري. وللحديث عن سيدة الشاشة والسندريلا سرعان ما يتبادر إلى أذهاننا رفيق دربهم الكبير غانم الصالح، رحمه الله، الذي كان القاسم المشترك بين النجمتين الذهبيتين. الملكة.. وأحلام وتظهر النجمة هدى حسين في عملين هما الدخيلة والملكة، والدخيلة يناقش الطمع والانتقام بأسلوب اجتماعي مؤثر، في حين العمل الآخر الملكة والذي أثير حوله ضجة من قبل الفنانة أحلام، فإن قصته تدور حول مطربة كبيرة تتعرض لبعض من الإشكاليات أبرزها جحود المحبين، ويناقش المسلسل العديد من القضايا الاجتماعية المهمة، كما يسلط الضوء على قضية الفن بشكل خاص، ونظرة المجتمع لمن يعمل في هذا المجال، إضافة إلى قضايا أخرى مساندة كالتشدد الديني، والغيرة، ورغبة الشباب في تحقيق الأحلام سريعا، وتعتبر هدى من خلال هذا العمل قد أثارت قضية لم يسبق أن طرحت تتعلق بالفن والتشدد. «الزعيم» بديلا ل«باب الحارة» وبعد أجزاء متتالية للمسلسل العربي الشهير «باب الحارة»، يعوضه القائمون عليه بمسلسل الزعيم والذي يضم نخبة من نجوم الدراما السورية والعربية مثل خالد تاجا ووفيق الزعيم وباسل خياط ومنى واصف وعبدالهادي الصباغ وعدد كبير من الممثلين العرب، وهو من تأليف وفيق الزعيم، وإخراج الأخوين بسام ومؤمن الملا. تدور قصة العمل السوري بين عدة حارات دمشقية تقرر مجتمعة الاتفاق على تعيين زعيم أوحد لها عشية خروج العثمانيين من بلاد الشام من دون المساس بالزعامات المحلية لتلك الحارات، لتبدأ الصراعات على منصب الزعامة الكبرى، وتبدأ بالتالي المكائد والمخططات التي تحاك بالخفاء، ويشترك في نسجها نساء تلك الحارات وزوجات الزعماء. ولا تقتصر الدراما السورية على مسلسل الزعيم بل هناك مسلسل «طالع الفضة» و«الولادة من الخاصرة» و«مسلسل صبايا» الجزء الثاني. بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال المحلية والخليجية والعربية الأخرى .