أفضت أزمة المياه في المدينةالمنورة مع بداية هذا الصيف إلى انقطاع المياه عن حي سيد الشهداء، وسجل الأسبوعان الماضيان في الحي انقطاعا كاملا، ما جعل أسعار الصهاريج ترتفع -حسب ما أفاد مواطنون- إلى أرقام فلكية وصل سعر الواحد منها إلى «500» ريال، إضافة إلى استمرار الطوابير الطويلة داخل المحطات، الأمر الذي تسبب في إرباك سكان الحي، ولا زالت أزمة المياه في الحي تلوح في الأفق، إذ تجاوز بقاء بعض المواطنين المرابطين من أجل الظفر بصهريج ماء حاجز اليوم داخل صالات الانتظار وفي الساحات المحيطة بالأشياب من دون وجود أي دليل يشير إلى انفراج الأزمة التي ظل يعاني منها سكان الحي. يقول المواطنون: إن المياه تنقطع عن حيهم باستمرار، رغم أن الحي قريب من المسجد النبوي، الأمر الذى يضطرهم للذهاب للحصول على وايتات المياه التي تقف بجانب الحي في انتظار زبون لرفع الثمن، لافتين إلى ضعف اندفاع الماء بحيث يحتاجون إلى وقت طويل حتى امتلاء خزانات المنازل الواقعة في بداية الحي، بينما المنازل التي في آخر الحي لا تصلها المياه، وذلك لقصر مدة الضخ، مناشدين مياه المدينة بسرعة إنهاء مشكلتهم مع انقطاع المياه بداية كل صيف. يقول سعود سعيد الرحيلي: نحن سكان حي الشهداء نعاني من كثرة انقطاع المياه لأكثر من أسبوعين، وإن جاءت فهي لا تفي بالغرض ولا يستفيد منها السكان، لأنها سرعان ما تعود للانقطاع بعد سويعات، ما يضطرنا للانتظار أكثر من خمسة أيام لوصول المياه إلى منازلنا ولا تكفينا سوى يومين لقضاء احتياجاتنا الكثيرة، خصوصا أن لدينا أطفال، ما جعلنا نلجأ لسد احتياجاتنا بالاستعانة بصهاريج المياه (وايت) كل ثلاثة أيام، إما عن طريق مصلحة المياه أو دفع مبالغ طائلة تصل إلى «500» ريال للصهريج الواحد، مطالبا بإنصافهم أسوة بالأحياء الأخرى القريبة والمجاورة كحي الأزهري أو حي النسيم. وبين المواطن محمد الحازمي-من سكان حي سيد الشهداء- قائلا: لقد هممنا بالخروج من الحي لولا أن منازلنا ملك لنا منذ عشرات السنين، وذلك بسبب عدم حصولنا على الماء بسهولة، مشيرا إلى أن انقطاع الماء يتكرر أسبوعيا وفي كل صيف، مضيفا إننا نستعين بوايتات المياه التي استنزفت جيوبنا ونحن على مقربة من شهر رمضان وهناك مصروفات أخرى وأملنا أن يتغير الحال وننعم بوصول المياه دون انقطاع، وقد تضرر من هذا النقص كبار السن والمرضى والنساء والأطفال، حتى إننا نضطر خلال الذروة لشراء الماء عن طريق الوايتات من السوق السوداء بمبالغ طائلة تصل إلى (600) ريال للصهريج الواحد. ويقول فيصل الرحيلي من سكان الحي: إنه يتكبد ما يزيد على 650 ريال أسبوعيا ثمنا للوايت الذي يحضره في ظل انقطاع الماء عن منزله، مضيفا أن انقطاع المياه كل صيف يؤثر سلبا على حياتهم اليومية في ظل ارتفاع درجات الحرارة. ومن جانبه، يؤكد المواطن عبدالله الترجمي من سكان حي سيد الشهداء أن معاناتهم مع انقطاع المياه ممتدة منذ زمن، وأنهم أصبحوا يمتنعون عن استقبال الضيوف في ظل عدم وجودها، مشيرا إلى أن انقطاع المياه يستمر لأكثر من أسبوع ثم تعود المياه بشكل متقطع ولا تصل إلى المنازل الواقعة في نهاية الحي «المرتفعة» كما سبب لنا إحراجا كبيرا في الذهاب لأعمالنا وأداء الصلوات. وأشار كل من سعد الرحيلي وعبدالله الحازمي ومعتوق العوفي إلى أن انقطاع المياه شبه الدائم عن منازل الحي وضعهم تحت سطوة الوايتات غالية السعر، واصفين المشكلة بالمتفاقمة. إلى ذلك، أوضح مدير عام المياه بالمدينةالمنورة المهندس صالح جبلاوي، أن جميع الأحياء في المدينة ضمن اهتمام مياه المدينة، ولا توجد أزمة مياه في هذه الأحياء بل نظام مناوبات مجدول، مضيفا أنه بانتهاء مشروع المرحلة الثالثة من تزويد المدينةالمنورة بالمياه المحلاة ستنتهي مثل هذه الشكاوي.