لم يكن هناك على مستوى الوسط الرياضي السعودي، ولا أبالغ إن قلت حتى في غير الوسط الرياضي، أي تأييد لذلك القرار العابث الذي «يتمخض» به مدرب المنتخب السعودي كارولوبيز، فهرول لخطف لاعبي المنتخب إلى موطنه «إسبانيا» قبل أن يجف عرقهم ويهدأ لهاثهم، أو يستعيدوا أي رمق من أنفساهم المتهدجة، وقواهم المنهكة جراء نزفهم واستماتتهم في سبيل تقديم أقصى ما في طاقاتهم مع «فرق أنديتهم» من خلال واحد من أطول المواسم الرياضية وأكثرها من حيث تعدد وتداخل المنافسات الرياضية التي امتدت أمام أعين كل المعنيين والمهتمين، قرابة عشرة أشهر، ويُفترض أن السيد المدرب كان من بين أولئك المعنيين بمتابعة ذلك «المارثون» من الاحتراق والانصهار، كما يفترض أنه أكثر من سواه إدراكا لتبعات تلك الأحمال على طاقات وقدرات ولياقة اللاعبين، وتفهما لأمس ما يحتاجه هؤلاء اللاعبون بعد كل هذا الإجهاد. إلا أنه بكل أسى ظل «قرار لوبيز» المدهش وغير المبرر، يطفو فوق كل بحور الاستنكار وردود الفعل، التي يشفع لمصداقيتها وغيرتها وتغليبها للمصلحة العامة، ليس كثافتها وتزامنها مع صدور قرار «معسكر لوبيز» ليس هذا فحسب، بل لأنها «وهذا هو المهم» شكلت شبه إجماع في الرؤى والتحذيرات وحتى التوقعات، وأيضا لأن ذلك الإجماع برؤاه وتحذيراته وتوقعاته «وهذا هو الأهم» تصدره نخبة ممن يزخر بهم الوطن بشكل عام، والمجال الرياضي السعودي بشكل خاص من ذوي الاختصاص والخبرة والتجربة «مدربين ونجوم مخضرمين ونقاد متمرسين...إلخ». فهل يعقل أن يلقي المدرب لوبيز بكل هذا وذاك وراء ظهره ويمضي مهرولا لإنفاذ قراره المتهور و«معسكره الإسباني» الذي أحاطه بإصرار وتسريع وتسرع لم يسلكه حتى المعنيون بمعسكرات المنتخبات المشاركة في مونديال كأس العالم الذي ينطلق بعد يومين، فما بالك بمنتخبنا الذي لم تعد له علاقة بهذا المحفل الرياضي العالمي، كما أصاب الضمور علاقته بالمحفل الآسيوي، وفوق هذا وذاك أقرب استحقاق سيشارك فيه منتخبنا هو بطولة كأس الخليج التي ستقام بعد قرابة نصف عام «تخيل»؟!. وغير مستبعد «بكل أسف» أن تتضاعف السنوات على منتخبنا في سبيل تجديد علاقته حتى على هذا المستوى، طالما وصل الحال بمسيريه إلى هذه الدرجة التي يترك معها لأهواء وتجارب وقرارات من هذا الصنف «المعطوب» الذي جاءت محصلته السلبية و«المتوقعة سلفا» على حساب منتخبنا ولاعبينا بعد أن أصر لوبير على غسل متاعبهم في «معسكره» بهزيمتين مذلتين في أقل من أسبوع، ومن أمام أدنى المنتخبات، ليعود منتخبنا بهزائم وإصابات لاعبين وما هو منتظر من تراجع في التصنيف، وأقصى ما قد يتخذ إقصاء المدرب وإحضار سواه..والحسابة بتحسب والتراجع يستمر ويتضاعف و ... والله من وراء القصد. تأمل: الفشل في التخطيط يقود إلى التخطيط للفشل. فاكس 6923348