بات اللاعب عبدالله العنزي حارس فريق النصر مثارا للجدل في الوسط الرياضي خلال السنتين الأخيرتين، سواء في حالة حضوره مع قائمة الأخضر أو غيابه عنها، فالحارس الذي تألق مع فريقه بشكل لافت وقدم مستويات مميزة خصوصا في الموسم الحالي، كان الجميع يتوقعون تواجده في خارطة الأخضر من فترة، لاسيما وأنه الأبرز في الدوري المحلي بشهادة جميع النقاد والمحليين، إلا أن المدرب الأسباني لوبيز كارو كان له رأي آخر، حيث لم يوجه له الدعوة في مرات عدة لأسباب يرى أنها فنية بحتة على حد قوله في مؤتمراته الصحفية السابقة، مما أثار غضب الشارع الرياضي الذي يرى أنه يستحق التواجد في صفوف المنتخب فضلا عن الزج به كلاعب أساسي على اعتبار أنه في قمة توهجه في الوقت الحاضر الذي تراجع فيه مستوى بقية الحراس الدوليين. وقبل مباراة الأخضر أمام العراق في إياب التصفيات المؤهلة لنهائيات أمم آسيا تم استدعاؤه للمرة الأولى، إلا أنه لم يدم طويلا في المعسكر بعد أن تبينت إصابته في الرباط الجانبي للركبة، وذلك بعد إجراء الكشف الطبي عليه قبل انطلاقة المعسكر، ونتيجة تلك الإصابة تم استبعاده وغادر إلى لندن وأجرى كشوفات طبية أكدت عدم حاجته للتدخل الجراحي وانه يحتاج إلى تمارين تقوية فقط، وبعد العودة إلى الرياض خضع اللاعب لبرنامج علاجي وغاب عن فريقه لأكثر من مباراة، وعقب تعافيه عاد للمشاركة، وواصل تألقه وبروزه بشكل كبير ليتم استدعاؤه للمعسكر الحالي المقام في مدينة الخبر استعدادا لمواجهة إندونيسيا يوم الأربعاء المقبل، ولكن المفاجأة غير المنتظرة أن اللاعب لم ينتظم في المعسكر بسبب تواجده في لندن وعدم تمكنه من العودة إلى الرياض إلا صباح الجمعة الماضي، وعندما هم اللاعب بالسفر إلى الدمام تم استبعاده من قبل المدرب وتمت الاستعانة بحارس الرائد احمد الكسار. ورغم اتفاق الجميع على أنه الحارس الأبرز حاليا إلا أن استدعاء اللاعب وتأخره في العودة من الخارج مبرر قوي لاستبعاده الذي سبب انقساما في الوسط الرياضي للمرة الأولى، فهناك من يؤيد قرار الاستبعاد ويُطالب بمعاقبة اللاعب الذي تهاون في خدمة منتخب بلاده، بينما يرى البعض الآخر أن اللاعب قطع إجازته وعاد على وجه السرعة رغم ظروف الطيران التي تسببت في عدم وصوله في الوقت المحدد، مطالبة إدارة المنتخب بمراعاة ظروف اللاعب الذي فشل في إيجاد حجوزات مبكرة، وبالتالي لم يتمكن من الوصول إلا صباح الجمعة. وكان زكي الصالح مدير المنتخب أكد أنهم تواصلوا مع إدارة الكرة في النصر التي بدورها أبلغتهم بتأخره في الوصول من الخارج وتم تحديد موعد آخر ولكن اللاعب لم يحضر في الموعد الذي تم الاتفاق عليه، وكانت هناك محاولات للتواصل مع اللاعب إلا أنها باءت بالفشل، وبعد تأخر اللاعب في الحضور خلال الفترة الصباحية فضل المدرب استدعاء احمد الكسار، مشيرا إلى أن اللاعب لم يرد على اتصالاتهم ورسائلهم، وبعد وصوله تم إبلاغ المدرب لوبير الذي رأى استبعاد اللاعب في الفترة الحالية والاكتفاء بالموجودين. وقدم الصالح شكره لإدارة النصر على تعاونها، متمنيا أن يستفاد من هذا الموضوع في الفترات المقبلة التي يفترض أن تكون أفضل من حيث انضباط اللاعبين وحضورهم للقيام بواجبهم تجاه منتخب الوطن. وفي المقابل أصدرت إدارة النصر بيانا توضيحيا في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول حول هذا الموضوع الذي بات "قضية الساعة" أكدت من خلاله أن اللاعب كان قد غادر الرياض بعد مباراة النصر والهلال بيوم واحد (يوم السبت 22 ربيع الثاني 1435ه) للتمتع بإجازته في لندن وفي (يوم الاثنين 24 ربيع الثاني) أُعلنت تشكيلة المنتخب، وعلى الفور تم السعي من أجل عودته للمملكة إلا انه لم يتم التمكن من الحصول على حجز لعودته للرياض إلا عبر خط سير تكون محطته الأخيرة بالرياض الساعة الرابعة من فجر الجمعة، وقد قامت الإدارة العامة لكرة القدم بالنادي بالتواصل مع إدارة المنتخب وإبلاغهم بذلك وانه قد حصل تأخير في الرحلة خارج عن إرادة الجميع لمدة أربع ساعات، حيث وصلت الرحلة الساعة الثامنة صباح الجمعة، وقد قام مدير عام كرة القدم بإبلاغ إدارة المنتخب بتأخر وصوله لكنهم طلبوا منه عدم الالتحاق بالمعسكر. وعطفا على ما سبق فإن إدارة النادي تؤكد أن اللاعب أبدى أسفه الشديد لعدم تمكنه من الانضمام للمنتخب بسبب ظروف الطيران الخارجة عن إرادته، مؤكداً انه سعيد باختياره لهذا المعسكر وانه بذل قصارى جهده من أجل العودة في الوقت المحدد لدخول المعسكر لكن ظروف الطيران حالت دون ذلك. ويعتقد البعض أن ملف هذه "القضية" لم يغلق، ولكن هل سيتم استدعاؤه للتحقيق معه؟ وهل ستفرض عليه عقوبة بالحرمان من اللعب مع فريقه؟ أم سيتم الاكتفاء باستبعاده من قائمة المنتخب خلال هذه الفترة؟ يذكر أن العنزي كان فعّالا مع فريقه النصر هذا الموسم وقاده للفوز بلقب كأس ولي العهد وصدارة دوري جميل للمحترفين، وبات قريبا من التتويج، كما منح فريقه أفضلية أقوى دفاع، كون شباكه لم تهتز سوى 13 مرة في ظل تواجده أساسيا في 18 مباراة من أصل 23، بينما استقبل مرمى فريقه 5 أهداف أخرى عندما كان مصابا.