جاء شاب إلى والده المسن مبشرا إياه بأنه اشترى سيارة جديدة من دخل عمله بمائة ألف ريال وأنه أمنها لدى شركة تأمين تأمينا شاملا بنحو ثلاثة آلاف ريال فبارك له والده سيارته وقد رآه فرحا بها ودعا الله أن يعطيه خيرها ويكفيه شرها، ثم سأله قائلا : لقد أمنت على سيارتك عند شركة تأمين فهل أمنت عليها عند الله ؟! فتعجب الشاب من سؤال والده ولم يفهم مراده حتى شرح له قوله وهو أنه يقصد به إخراج ربع العشر من قيمة السيارة صدقة ولمرة واحدة فيخرج ألفين وخمسمائة ريال ليجد إن شاء الله البركة في سيارته والسلامة والخير، فسارع الشاب إلى التصدق بالمبلغ المشار إليه، ثم وجد أثر تلك الصدقة على صحته وعلى سيارته وسلامته فأقسم لأقرانه بعد عشر سنوات من شرائه للسيارة بأنه سلم من الحوادث وأن سيارته لم تزل متماسكة زاهية كأنها من آخر موديل ثم أخذ ينصحهم بالاقتداء به حتى ينالوا مثله بركة الصدقة. وأعرف رجلا ذا فقه وعلم يعمل موظفا، فإذا استلم راتبه آخر الشهر أخرج ربع عشره وتصدق به على المساكين وكان يقول لمن يسأله عن سبب فعلته وأنه ليس ملزما بزكاة ماله إلا إذا حال عليه الحول وكان لديه نصاب كامل زاد عن مصاريفه الشهرية والسنوية، كان يقول للسائلين إن يوم استلام الراتب بالنسبة لي هو يوم حصاد فأنا آتي حق راتبي يوم حصاده سواء اعتبرتها زكاة له أم صدقة عنه، لأن هدفي أن يبارك الله لي في هذا الراتب وتظهر البركة على صحتي وصحة أسرتي وقد رأيت ذلك متحققا مع أن ربع العشر من راتبي لا يزيد على عشرات الريالات ولكن بركة الزكاة أو الصدقة تساوي عندي الملايين!. ولما قيل له إن العديد من الذين لديهم أموال سائلة يجب فيها الزكاة يحاولون التهرب من أدائها قبل حلول الحول بوضعها في التراب أي بالمسارعة لشراء عقارات بها لأنهم يرون أن العقارات ليس عليها زكاة وإنما الزكاة فيما حال عليه الحول من ريعها وما داموا لا يبقون من المال أو من ريع العقارات حتى يحول عليها الحول فقد سلموا من الزكاة ناهيك عن الصدقات التي لا يفكرون فيها أصلا، لما قيل له ذلك رد على محدثيه بقوله: أعوذ بالله من الحرمان وسوء العاقبة!. ولما سمع حوارهم طالب علم علق قائلا «والله ما منع قوم الزكاة إلا منع الله عنهم القطر من السماء»، أما الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فقد حمل القرآن الكريم وعيدا صريحا لهم ولعلهم يقرؤون ذلك الوعيد ثم يمرون عليه وهم عنه معرضون!.