في اعتقادي أنه لن يتطور التعليم مع إحسان النوايا بالآخرين لأن التعليم كمؤسسة هو جزء لا يتجزأ من المؤسسة الرسمية، وجزء من الحالة الشعبية وهو لن يتغير لوحده، فهو دائرة ضمن دوائر متداخلة ومتقاطعة. الأمر الثاني أن المشاكل تركت أربعة عقود تتراكم وتتعقد وتتجذر ومن الصعوبة حلها الآن إلا بثمن كبير، ولا أعتقد أن الدولة والمجتمع جاهزان لدفع الثمن في هذه المرحلة. الدليل أن عددا من الوزراء جاؤوا يرفعون لواء الإصلاح وراية التطوير ولم يستطيعوا تحقيق أي اختراق في هذا الحاجز الكبير. تلوح أمام الأمير خالد الفيصل فرصة ليدخل التاريخ، لأن التعليم هو مفتاح التطور في هذه البلاد وهو الحلقة الأكثر هشاشة في بنائنا الحضاري اليوم. لو كنت مكانه لاستعنت بمؤسسة دولية استشارية لقياس مستوى الجودة وكتابة تقارير دورية وربطتها بمكتب الوزير مباشرة، والثاني الاستعانة بالأجانب في بعض مفاصل التعليم لإدخال (نفس) تعليمي جديد. لا تصدق أن المشكلة في المناهج أو المدرسة أو المعمل أو الفصل الدراسي -رغم جوانب القصور- المشكلة الحقيقية في الكوادر وفي من يكتب لكم هذه التقارير.. ولو كانت المشكلة في التأهيل فقط لهان الأمر!!. من المدير إلى الفراش كل يبكي على الأطلال وهو جزء أساسي من المشكلة، مشكلتنا مشكلة «كوادر» لا تحل بالمال فهي التي تخطط وهي التي تنفذ وهي التي تكتب التقارير وتضع الأنظمة وهذه الكوادر طالما ظلت تابعة للخدمة المدنية بعيدا عن التغيير والتبديل والثواب والعقاب فلن تتطور حتى لو دربتها في أعتى جامعات العالم.