في برنامج (إم بي سي في أسبوع) يوم السبت الماضي صوت 89 في المئة من السعوديين لصالح وجود دور عرض سينمائية في المملكة، بينما غرد كثيرون قبل البرنامج وبعده، وتفاعلا معه، بأنهم ينتظرون إنجاز هذا الاستحقاق الثقافي الغائب في أسرع وقت، خاصة أن السعوديين يعودون إلى هذه الدور إذا عادت، بعد أن أقفلوا أبوابها، لأسباب لم يصرح بها إلى الآن. طبعا الأخذ والرد في موضوع السينما السعودية وقرب افتتاح دورها، الضرورية حضاريا، ليس جديدا، فقد كتبت شخصيا في شهر يناير 2012 أننا أخيرا قرأنا تصريحين بشرا بقرب افتتاح دور سينما في المملكة. التصريح الأول للدكتور عبدالعزيز خوجة الذي أكد استعداد وزارة الإعلام لمراقبة محتوى ما يعرض من أفلام، والثاني للأمير الدكتور عبدالعزيز بن عياف آل مقرن الذي قال «إن دور العرض السينمائي باتت ضرورية». وقلت وقتها «إنني مع الاثنين في تصريحهما وبشارتهما»، فالواقع يفرض جذب العوائل والشباب إلى دور سينما محترمة. ومراقبة المحتوى ليست بدعة ابتدعها وزير الإعلام، فكل الدول تراقب محتوى الأفلام التي تعرض بحسب مقاييسها وسقفها الرقابي، بل إن هناك قوانين صارمة تحدد الأعمار التي تصلح لدخول هذا الفلم أو ذاك. أما وقد تفاءلنا مؤخرا بقرب حلحلة هذا الموضوع الشائك، بعد ما يقال عن تقدم أحد المستثمرين بطلب لفتح دور سينمائية، فلتعلموا أنني لا أرى في دور السينما البحرينية أكثر من السعوديين، آباء وأمهات وبنات وأبناء. والأرقام تقول: إن السعوديين يصرفون 5 مليارات سنويا ليشاهدوا السينما في 225 دار عرض في دبي والبحرين، فضلا عن اعتبار السينما من أهدافهم السياحية الرئيسية والثابتة إلى الآن. المسألة إذن محسومة بالنسبة للمواطن الذي صوت بهذه النسبة المرتفعة لصالح وجود السينما في بلاده، فهو يريد هذه الأداة باعتبارها أداة ترفيه وتنوير، وباعتبارها حلا في نهاية الأسبوع على الأقل يلم الشباب، أبناء وبنات، من الأسواق والشوارع. أما منع فتح دور للسينما فلا مبرر له كما قلت في حديث لبرنامج إم بي سي، فالأفلام، عربية وأجنبية، تعرض على شاشات التلفزيون بدون رقابة تقريبا، والناس يشاهدونها ويتداعون لمشاهدتها. الفرق الوحيد الذي هو لصالح البلد والناس، أنهم سيخرجون للنزهة من بيوتهم إلى دور السينما كما يخرجون الآن للنزهة في الأسواق والبراري والشواطئ. والمؤسسات الحكومية ستضبط المسألة وتتحمل المسؤولية التنظيمة والرقابية، فهل آن الأوان لتقول العائلة السعودية: إحنا رايحين السينما؟ ياليت.