يختلف حي الفيصلية «3» تماما عن بقية أجزاء الحي الشاسع، فالفوضى والعشوائية والضوضاء تعتبر من السمات الأساسية في هذا الجزء. وأجمع عدد من الاهالي أن مظاهر الإزعاج البصري والسمعي تحيط بالحي من كل جانب، وربما أخف أجزائه وطأة ذلك الذي يقع بالقرب من طريق الأمير محمد بن عبدالعزيز «التحلية»، أما الجزء المحاذي لطريقي الملك فهد «الستين» والروضة فيعج بالعمالة السائبة التي تتلقى زبائنها على مشهد من الناس ومسمع منهم يوميا منذ الصباح الباكر إلى جانب المعدات والآليات مختلفة الأغراض والورش المتعددة المهام أما الجانب الرابع والأخير المحاذي لطريق المكرونة فيقع مقابل محطة توزيع مياه التحلية الأمر الذي يزيد الطين بلة حال وجود أية أزمة للمياه في المدينة فهذه المنطقة تستحيل إلى خلية نحل من الصهاريج والداخلين والخارجين إلى المحطة. وقال حسن السعيد إن الأهالي يشكون ليل نهار من هذه المظاهر التي لطالما أنهكت الحي بكامله، خصوصا أنه الحي الشعبي الواقع بجوار أحياء راقية أخرى وإن كان يفصلها طريق سريع، إلا أنه لم يتحرك أي ساكن خلال فترة مضت من النداءات المتكررة لإصلاح حال الحي وإدراكه قبل فوات الأوان. في الجانب الغربي من الحي تقبع أعداد كبيرة جدا من العمالة الوافدة على طول الشريط المنحدر من طريق الملك فهد والمتفرع إلى داخل الحي قرب دوار الدراجة الذي تجري عملية إزالته الآن، في حين تنتشر على هذا الامتداد ورش المركبات والشاحنات والآليات والمعدات، والتي تصدر الإزعاج.من جهته أوضح محمد علي أحد سكان الحي أن مشهد الشاحنات والصهاريج المتوقفة داخل الحي بات مزعجا للسكان بشكل لا يتصوره أحد، فقد عمد سائقوها إلى إيقافها مكان مجرى السيل المردوم.وقال صلاح باعامر إنه بات قلقا على أطفاله الصغار من كثرة الشاحنات وتردد العمالة الوافدة المخالفة التي تقطن الحي بكثرة وتعمد إلى الجلوس أمام منازلهم التي تتموضع داخل حي يعج بمنازل للعائلات، وهذه مصيبة كبرى، ففي الصباح الباكر يذهب بعضهم إلى أعمالهم ويعودون في المساء يترددون داخل أزقة الحي ذهابا وإيابا، ويبقى البعض جالسا أمام منزله ينظر للذاهب والآتي بدون أدنى استحياء من العائلات الداخلة والخارجة من منازلها، في مناظر جارحة للجميع. العم حسين الغامدي يقول لن أزيد تعليقا على ما يبدو للجميع فالصور توضح كل شيء وبإمكانكم التقاط ما ترون من مشاهد سيئة يزخر بها الحي وتشكل خطرا على ساكنيه. من جانبه أوضح سيد عبدالكريم بقوله «أتمنى أن أجد وقتا للراحة بعد قدومي من عملي الشاق قبل العشاء لكن بلا جدوى، أنشد الراحة في وسط مليء بالضجيج وهذا مستحيل تماما». من جانبه، أوضح مصدر في شرطة محافظة جدة أن هناك حملات أمنية على هذه الأحياء بناء على خطط زمنية دقيقة ومعلومات وتحريات يتم حصرها في مربعات معينة، وتباشر الدوريات السرية مهامها بشكل دائم وتتواجد هناك، فضلا عن البلاغات الواردة من مواطنين يحسون بالمسؤولية الاجتماعية تجاه حيهم، مبينا أن حل إشكالية العمالة المخالفة لا يتم بدون التعاون من داخل الحي، إذ يتوجب على أصحاب العقارات عدم إسكان العمالة المخالفة في هذا الحي وغيره، وإذا لم يجدوا التعاون فلن يوجدوا في هذه الأحياء إطلاقا. من جهته، أوضح العقيد زيد الحمزي المتحدث الرسمي لإدارة المرور في محافظة جدة أن دوريات المرور تجوب بشكل دائم الشوارع المحيطة بالحي وتوقع العقوبات بالشاحنات المخالفة التي تقف بشكل خاطئ، وهو ما يسهم في تعطيل حركة السير.