سماسرة ومتلاعبون في محيط منطقة الفحص الدوري شمال جدة، يعرضون بضاعتهم مقابل اجتياز امتحان السيارة حيث تكرم أو تهان. عند وصولك قريبا من منطقة الفحص ترتفع أنغام السماسرة «فحص.. فحص»، وهي أشبه بصيحات الباعة الجائلين في شوارع جدة. لوح السمسار بيده مناديا حيث يتوزع رفاقه في أركان عملية لاصطياد أي سيارة قادمة، حيت تبدأ المفاوضات العلنية في الهواء الطلق قبل الدخول إلى «قاعة الاختبار» أو الخروج منها، ويقول مراقبون إن هؤلاء أسسوا سوقا لبيع قطع الغيار المزيفة وتركيبها في السيارة حتى تتجاوز الفحص ثم تعود ثانية إلى السمسار مقابل عمولة محددة. صيد في العكر بالرغم من خطورة هذا المسلك وعدم نظاميته ومخالفته للقواعد، لكن بعض العمالة الغريبة ما زالت حريصة على الاصطياد في الماء العكر واصطياد المركبات من بعيد من أجل الربح والتكسب. ويشير عبيد الثقفي إلى أن هذا المشهد يتكرر مع كل صباح جوار الفحص وفي محيطه، حيث يقطع السماسرة الطريق أمام السيارات والدخول في مفاوضات مع السائق والتنافس الحامي بينهم، وأحيانا يصل التنافس إلى عراك وشجار بين السماسرة والزبون يتفرج. وهناك تلاعب واضح في أسعار قطع الغيار. عمليات سرية من جانبه، يرى محمد محسن أن العمليات السرية تبدأ بمجرد دخول السيارة إلى محيط منطقة الفحص الدوري، وعند الخروج لإصلاح الملاحظات يتدفق السماسرة من كل جانب كل يحاول كسب الزبون، والمطلوب في مثل هذه الحالات فرض رقابة صارمة على كل الموقع ومحاسبة المتجاوزين وإصدار قرارات بعدم التعامل إلا مع المحلات المخصصة بعيدا عن سماسرة قطع الغيار؛ لأن الذي يحدث ينم عن سلوك غير حضاري من العمال، وهناك دور على أصحاب المركبات عليهم عدم التعامل مع السائبين مهما كانت الظروف والمسببات. لقاء مع سمسار سمسار في منطقة الفحص الدوري (رفض الإفصاح عن اسمه) قال «أحاول دائما أن أستبق زملائي السماسرة الآخرين. أبدأ بمراقبة الزبائن الذين يفشلون في الفحص وأتوجه إليهم في الحال وأدخل معهم في مفاوضات جادة لإصلاح سياراتهم ومعالجة الملاحظات، والأسعار تختلف بحسب حالة المركبة وحالة السائق، وأكثر الإشكالات تتمثل في المصابيح.. ولا أحمل ترخيصا يخول لي ممارسة هذا العمل».