بدأت حرب الأطباء مع نهاية مقال الزميل «جاسر الجاسر» بصحيفة «الحياة» الخميس الماضي، الذي تساءل فيه عن غياب دواء «فيكتوزا» لمرض السكري الموجود بالأسواق الخليجية إلا المملكة، وهل وزارة الصحة تعلم شيئا عن هذا الدواء؟ فجاءت الردود على المقال من العيار الثقيل والمتخصص في هذا المجال، إذ قالت الدكتورة «فوزية بادغيش» مصححة للكاتب: «دواء فيكتوزا ليس علاجا أساسيا في السكر بل مكمل مع الإنسولين، ولزيادة معلوماتك غير المستوفاة إن الآثار الجانبية لهذا الدواء هي التهاب في البنكرياس وسرطان الغدة الدرقية». ومثل هذا الكلام من متخصصة من الطبيعي أن يذهب القارئ معه ويتجاهل المقال، لكن متخصصا آخر «البروفيسور عبدالرحمن الشيخ» أستاذ جامعة الملك عبدالعزيز نسف رد «الدكتورة» مؤكدا أنه حصل على الدواء من الشركة المصنعة عن طريق الاستيراد الخاص، وأنه استخدمه على أكثر من ألف مريض لديه، وأن أعراضه الجانبية قليلة جدا كالغثيان، وقال «لا أعلم لماذا يتأخر تسجيل الدواء لدينا». ثم توالت ردود الأطباء بين مؤيد وبين معارض للجميع وأن هناك دواء جديدا أفضل، وآخر استشاري «غدد صماء وسكري» يطالب المرتزقة بأن يسكتوا لأن الدواء يسبب «السرطان»، وثالثة الدكتورة «مي الخالدي» ترى أن الكاتب سلط الضوء على أمر واحد، وأنها قريبة من القطاع الصحي وتعلم كيفية اتخاذ القرارات، وأن المريض آخر اهتمامات القطاع الصحي. وصيدلي كتب اسم الصيدلية التي يعمل بها في جدة، يطمئن الشعب أن الدواء موجود لديهم بالصيدلية، ولا يحتاجون الذهاب لدبي لإحضاره فهو يبيعه بسعر أقل، ولم يحدد كيف ادخل الدواء. هذه الحرب التي اشتبك فيها الأطباء، لم تكن حول دواءين وأيهما أفضل للمريض، والتي تنشب عادة بسبب خبرات كل طبيب مع مرضاه، إذ يمكن لهما أن يكونا على صواب، لاختلاف استجابة مريض للدواء فيما المريض الآخر لا يستجيب جسده فيجرب الطبيب معه نوعا آخر. لكنها أي الحرب بين دواء يساعد «مرضى السكري» أكثر من الأدوية القديمة كما يؤكد «البروفيسور الشيخ»، أو يساعدهم على الإصابة «بالسرطان» كما تؤكد الدكتورة «بادغيش»، وهذا يعني أن ثمة من سحق الأمانة العلمية، ولست أدري من الجهة المسؤولة عن حماية الأمانة العلمية لأطالب بتدخلها؟ أما بيع الدواء بالصيدليات دون أن يفسح، فهذه قضية أخرى، أعني كارثة قديمة.