يرفض ممدوح السقا، خريج كلية ينبع الصناعية قسم الهندسة الكيميائية بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف، نظرة الشفقة التي يجدها في المجتمع، واعتباره معوقا، على الرغم من تعرضه لإعاقة في بداية حياته، قضى على جزء كبير منها بدعم أسرته وتلقيه العلاج في أمريكا، وبات قادرا على المشي، لكن الشاب الطموح يواجه العديد من العقبات خلال بحثه عن الوظيفة-على حد قوله- باعتباره معاقا، إذ طلبت منه بعض الشركات استخراج شهادة معوق ليس للقدرات الكبيرة التي يتمتع بها، بل لاحتسابه بأربعة سعوديين في نظام السعودة، إلا أنه رفض ذلك، وقال السقا: «أملك القدرة على التوجه إلى فرع وزارة الشؤون الاجتماعية والحصول على إعانة وإصدار شهادة بأنني «معوق» ولكن أنا لا أرغب في ذلك، أحتاج فقط أن يتعامل معي الجميع بأنني شخص أستطيع أن أعمل ولدي خبرة في مجال تخصصي الهندسي، والتجربة هي التي تثبت ما أقوله». وبين السقا أنه توجه لعدد من الشركات طالبا للوظيفة، إلا أنهم كانوا ينظرون إلى جسده ويتجاهلون شهادته وكان مسؤولوها يرددون على مسامعه عبارة «أنت معوق» ولا نستطيع توظيفك، على الرغم من مقدرته على أداء عمله بكل جودة وعلى أكمل وجه. وأضاف: «عند إجرائي مقابلة في إحدى الشركات، سألني المسؤول عن قدرتي في أداء عملي، فقلت لهم أنا أقبل التجربة، وبالفعل لم يظهر مني أثناء فترة عملي أي خلل في أدائي لعملي، إلا أن المسؤولين في الشركة ذكروا لي أنت معوق ولا نستطيع المغامرة في استمرارك بالعمل، وحاولت الاستمرار معهم إلا أنهم رفضوا»، مؤكدا أنه أبدى استعداده للعمل معهم بالمجان والتجربة خير برهان. وأشار إلى أنه اضطر للعمل موظفا في سنترال أحد الفنادق بشهادة الثانوية العامة وبراتب لا يتوافق مع شهادتي في الهندسة الكيميائية، معربا عن حزنه من عدم ثقة غالبية المجتمع في قدراته على الرغم من مقدرته على الإنتاج وإنجاز كثير من المهام التي قد لا يتقنها الأصحاء. وذكر السقا أن كثيرا من الإعاقات يعتقد أفراد المجتمع أنها لن تمكن المصاب بها أداء المهام المطلوبة، بينما الواقع يؤكد غير ذلك، مؤكدا أن «المعوق» يستطيع أن ينتج في العمل الموكل إليه، وأنه ليس مجرد موظف بأربعة سعوديين. في المقابل، انتقد مدير مركز التأهيل الشامل في المدينةالمنورة الأخصائي الاجتماعي أحمد مسلم السناني في تصريح ل«عكاظ» حكم عدد من أفراد المجتمع على البعض بالإعاقة لمجرد أن لديه إعاقة بسيطة، مبينا أن كلمة «معوق» تطلق بشكل عام على كثير من الإعاقات التي تعترض جسد الشخص أو عقله، ولكن لا يعني هذا أن نرفض التعايش معه، فهو شخص منتج قادر العطاء. وقال السناني: «يجب أن يعلم الجميع أن هناك كثيرين أمثال ممدوح النموذج المشرف ويستاهل التكريم، ويجب مساواتهم بالأصحاء، من حيث المقدرة على العمل والإنتاج»، مطالبا بتوعية المجتمع لأنواع الإعاقة وحقوق المعوقين.