حبيبتي ... أنا من مواليد برج لا تعرف امي الغالية من ملامحه سوى أن الشهر كان صفر والوقت ان صار ظل كل شيء مثله، وأن عاصفة هبت كادت أن تقتلع قرية جدي البعيدة لحظة قذفي من احشائها على سرير الرمل .. لم يرث ابي عن جدي سوى الفاقة، ولم احمل عن ابي اي قيمة اجتماعية سائدة، ولم يوظفني زوج اختي.. وعمي لم يكن سببا في ترقيتي إلى وظيفة أعلى قبل وقتها وفي النهاية لم اجد الا نفسي.. ومن لم يجد الا نفسه فإن حباله تظل ممدودة على امتداد خط القلق. من حسن أو من سوء حظي أن الكتاب اصبح اخا لي لم تلده امي. فهو مولود من كل الادمغة ويحمل مختلف الجنسيات .. وقد حدث تمازج بين قلقي وجنسيات كتبي، حتى صرت لا شعوريا احمل اكبر قلق لانني انتسب لاكثر من جنسية.. حين كبرت قليلا، كبرت احزاني فبت اشعر بهموم الجموع شعورا يختزن عروقي، ويحفر مع الوقت شقوقا في رأسي يصعب ردمها. مرة واحدة في حياتي قررت التمرد. خرجت بمظاهرة تهتف بسقوط نفسي القلقة.. وانهزمت مظاهرتي تحت وطأة كرابيج الواقع الذي يعانق الماضي بعنف.. من ذلك اليوم، اسرجت فرسي وانطلقت بها في دروب اللايقين بحثا عن اليقين، ولم أزل أواصل المسير حتى عثرت بك تمتطين حصانك مسرعة نحو هدفي .. نحن يا حبيبتي لم نصل إلى الهدف ولكننا نقترب.. [email protected]