سمر الشمراني طالبة في قسم اللغة العربية بالمستوى الرابع تقول: منذ طفولتي في المرحلة المتوسطة أشعر بحنين لكبار السن، منذ ولادتي وجدي لأمي يعيش بمفرده. توفيت جدتي وتزوج جميع أولاده فهو مسن كل يوم يذهب أحد أبنائه له بالطعام وعندما دخلت الثانوية صرت أزوره كل خميس وجمعة، أرعاه وأطهو له. صحيح أن خالتي وأخوالي كانوا يجتمعون عنده كل خميس، لكن مع الوقت انشغلوا فأصبح كل فرد حسب ظروفه. بعد التحاقي بالجامعة قررت أن أعد لنفسي برنامجا يوميا أوزعه بين الدراسة والمنزل. أستيقظ منذ الصباح الباكر وأصلي الفجر ثم أتوجه إلى الجامعة وأعود فورا للمنزل أحضر الغداء لجدي مما طهته أمي، وأحمل كتبي وأذهب له مع السائق. أتناول الغداء معه فيحكي لي حكايات وقصصا قديمة، رغم أن سنه تقريبا في التسعين إلا أن ذاكرته قوية. أتركه مع التلفزيون وأتفرغ لاستذكار دروسي. والدي كان قلقا من تواجدي المستمر مع جدي خشية أن يؤثر ذلك على تعليمي ومع ذلك لم يعترض فقد كنت أصر للذهاب لجدي فصحته ليست على ما يرام فهو بطيء في الحركة ويعاني من هشاشة عظام ومشكلات أخرى. في يوم الأربعاء من كل أسبوع أحمل الغداء من والدتي وأذهب إلى السوبرماركت لأشتري له احتياجاته وكان والدي سخيا يمنحني ما أحتاجه من نقود وظللت أقضي مع جدي باقي يوم الأربعاء وأيضا الخميس والجمعة وأعود في المساء إلى المنزل ولم تتأثر دراستي.. توقفت زياراتي لجدي لظروف ما وعندما ذهب خالي الأكبر لزيارته في الصباح وجده قد رحل حيث توفي على سريره. مررت بحالة نفسية سيئة كبيرة وقررت أن أخصص ظهر كل يوم خميس وجمعة لزيارة الأربطة فأصبح هذا جدولي منذ أن توفي جدي. طوال أيام الأسبوع أذهب للجامعة ثم أعود وأتصفح الإنترنت لأني لست من هواة التلفزيون وإن كان هناك التزام عائلي ذهبت مع أسرتي. أما يوم الأربعاء فأعود من الجامعة واحضر دروسي وأقضي وقتي مع أسرتي ثم أذهب بعد المغرب للسوبرماركت فقد خصصت جزءا من مكافأتي لساكنات الأربطة ثم أصبح جميع إخوتي يقتطعون من مصروفهم لمساعدتي. وعند الظهر من يوم الخميس والجمعة أذهب للرباط وأجلس مع ساكنات الرباط وأتناول معهن الغداء واستمررت على هذا الحال منذ وفاة جدي وحتى اليوم فكم أشعر بسعادة وأنا جالسة معهن وهن أيضا يشعرن بسعادة بأن هناك من يذكرهن، حتى في الأعياد أقضي يومي الخميس والجمعة معهن فعندما أعود لهن بعد غياب جميعهن يحتضنني ويسألنني عن أحوالي ويشعرنني بأني أصبحت جزءا من حياتهن لذا فأنا لن أتخلى عن ذلك أبدا حتى وإن تزوجت سيكون شرطي هو أن أقضي ظهيرة الجمعة والسبت مع ساكنات الأربطة.