منتجات الأسر العاملة من المنزل، تعتبر من المبادرات الاجتماعية الهادفة الرامية إلى تحقيق دخل مادي دائم وثابت للأسر المحتاجة التي تتمتع بمهارات في صنع المشغولات والحرف اليدوية. هناك العديد من النساء يتمتعن بالمهارة اليدوية في بعض الصناعات التقليدية بمنتهى الجودة، منها ما يختص بالمشغولات في التراث الحجازي. وبعض النساء يبدعن في منتجات مستلزمات الأسرة والمنزل لتتوج جميعها وتعرض عبر منافذ بيع في المعارض النسائية التي تنتعش مع قرب شهر رمضان المبارك وعلى مدار العام. وهذا ما تلمسه المستهلكات اللواتي يقبلن على شراء منتجات الأسر من تراثيات وهدايا تذكارية تحمل هوية المجتمع الثقافية والاجتماعية التي تؤصل تراث مختلف المناطق. وفي المقابل، تنتظر العائلات المنتجة وتنظر نحو بارقة أمل في إيجاد «سوق يحمل اسم الأسر المنتجة» لتسويق للمنتجات وتحقيق عائد مادي من المبيعات يساعد تلك الأسر على الاستمرار، بدلا من تكدس أرفف المنازل بالمنتجات التي لا تجد من يشتريها، خصوصا أن هناك العديد من المبادرات في سوق العمل تعمل على تطوير المنتجات عبر التدرب على معايير الجودة التي تجعل من منتجات الأسر مطلب لدى المجتمع، حيث ينبغي تعزيز ثقافة الشراء من الصناعات اليدوية؛ لأن الاستهلاك ثقافة شرائية، فمتى ما وجدت منتجات الأسر قوة شراء تحققت عوامل استمرارها في السوق المحلية. إن ما شاهده أهل جدة في مهرجان المنطقة التاريخية من إبداعات يعد نقلة جيدة في ثقافة المجتمع، خصوصا أن العديد من الصناعات تعد بمثابة تعريف للأجيال الناشئة بالموروث الثقافي والاجتماعي لما كان يستهلكه جيل الآباء والأجداد، وعليه فإن الإقبال نحو شراء منتجات الأسر المنتجة يسهم بشكل فاعل في استمرار إنتاج الصناعات والحفاظ عليها من الاندثار مقابل ما تعج به الأسواق من صناعات مستوردة.