طالب العديد من النساء العاملات في برامج الأسر المنتجة والمشرفات عليها بضرورة دعم هذه البرامج من القطاعات الحكومية والخاصة لمساعدة الأسر على عرض وتسويق منتجاتها وتوفير مصادر دخل لهم تساعدهم على مواجهة متطلبات الحياة اليومية المتزايدة وتأمين مستقبلهم والاستغناء عن المساعدات التي تقدمها بعض الجهات الخيرية لهم. المواطنة أم محمد تعمل في مجال المشغولات اليدوية منذ 23 عاما وذلك لتأمين احتياجات أسرتها المكونة من ثمانية أفراد حيث إن الراتب التقاعدي لا يفي بمتطلبات أبنائها، لذلك تقوم بعمل بعض الملابس الصوفية للأطفال وعمل القلائد من الخرز وتطريز الملابس النسائية، وتساعدها بعض بناتها في إنتاج وبيع ما يقومون بإنتاجه على بعض المحال، وتؤكد أم محمد أن أكبر معاناة تواجهها الأسر المنتجة تسويق منتجاتها، فلا يوجد مقر أو سوق دائمة للأسر المنتجة تمكنهم من عرض وتسويق المنتجات، باستثناء المشاركة في بعض المهرجانات التي تقام في بعض الأحيان ولمدة زمنية قصيرة. فيما تشير المواطنة أم ثامر إلى أنها تجيد عمل السلال والسفر القديمة من الخوص، حيث تعمل في هذا المجال منذ 30 عاما، فهي تساعد أسرتها على تلبية مطالبهم واحتياجاتهم. وتشكو من عدم وجود أسواق دائمة مخصصة للأسر المنتجة، كما أن الدعم المقدم من الجهات الحكومية والخاصة لتسويق منتجات الأسر قليل، مقارنة بالجهد الكبير الذي تبذله الأسر في عمل المشغولات اليدوية المختلفة، كما أن جانب التدريب لتعلم الحرف اليدوية قد يكون معدوما الأمر الذي سيؤدي لاندثار الكثير من الحرف اليدوية إذا لم يتم تعليمها للأجيال الحالية والقادمة. من جانب آخر، ناشدت المسؤولات في الجمعيات الخيرية التي تشرف على عمل العديد من الأسر المنتجة كافة القطاعات الحكومية والخاصة بذل المزيد من الجهد لدعم وتشجيع الأسر المنتجة، وإنشاء معاهد تدريب للحرف اليدوية إلى جانب إنشاء أسواق دائمة لعرض وتسويق أعمال ومنتجات الأسر. وفي هذا الإطار، أشارت مديرة جمعية الملك خالد الخيرية النسائية سلوى القحطاني إلى أن الكثير من الأسر لا توجد لها مصادر دخل مما يضطر بعض النساء لعمل وإنتاج بعض المشغولات اليدوية المختلفة وبيعها لتأمين احتياجاتهم اليومية ،وأكبر عائق أمام هذه الأسر هو تسويق تلك المنتجات «ونحن نبذل جهودا كبيرة في جانب التدريب على الحرف والأعمال اليدوية، لإكساب النساء والفتيات مهارات في عمل المشغولات اليدوية، كما نقوم بمساعدتهن على تسويق بعض منتجاتهن عبر مشاركتنا في بعض المعارض والمهرجانات». وتؤكد سلوى القحطاني حاجة الأسر المنتجة لدعم أكبر من القطاعات الحكومية والخاصة وتخصيص أسواق دائمة لتسويق منتجاتها. فيما أشارت أم فهد المشرفة على الأسر المنتجة في جمعية القرى الخيرية إلى وجود العديد من الأسر في تبوك لديها منتجات جيدة من السدو والصوف بمختلف أنواعه، ومشغولات من الخوص والخرز، وبعض المنتجات اليدوية الأخرى، إلى جانب تميز بعض النساء في إعداد المأكولات الشعبية «ونحن نبذل كل ما بوسعنا لدعم الأسر المنتجة ونقوم بتسويق منتجاتها عن طريق المعارض والمهرجانات ونشجعها بقدر الإمكان ماديا ومعنويا، ولكن لا تزال الأسر المنتجة تحتاج لمزيد من الدعم من قبل المجتمع لتتمكن من تطوير نفسها وزيادة إنتاجها لتأمين مستقبلها. وفي ما يتعلق بدور القطاع الخاص في دعم برامج الأسر المنتجة تشير أم عبد الله مديرة حديقة جرين لاند إلى أنهم يحرصون على المشاركة في دعم كافة الأعمال الخيرية والاجتماعية والإنسانية مجانا، وحاليا يقومون باستضافة برنامج للأسر المنتجة ضمن مشروع الأمير سلطان لنشر ثقافة العمل التطوعي الذي تنفذه جمعية برنامج الأمير فهد بن سلطان الاجتماعي، حيث منحوا الأسر مواقع وأجنحة مجانية في الحديقة لمدة شهر لعرض وتسويق منتجاتها والاستفادة من التواجد الكبير لزوار الحديقة خصوصا خلال إجازة عيد الأضحى «وسوف نحرص على إقامة المزيد من البرامج التي تخدم مجتمعنا، بما في ذلك المشاركة في إقامة دورات تدريبية للحرف اليدوية المختلفة». وتضيف أم عبد الله أن القطاع الخاص بشكل عام مطالب بدعم الأسر المنتجة ومساعدتها على توفير احتياجاتها وتأمين مستقبلها ومستقبل أبنائها.