في عالم مضطرب تتجاذبه القلاقل، وتتقاذفه الأمواج، تظل المملكة دولة الأمن والاستقرار والسلام، بسبب سياسة الاعتدال والوسطية، وتحقيق تطلعات الأمة الإسلامية، والدبلوماسية الهادئة والحكيمة التي تبناها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حيث أصبح صوت المملكة ليس فقط مسموعا في المحافل الدولية، بل مؤثرا وفعالا في صناعة القرار العالمي، فضلا عن الاهتمام بتنمية المواطن لكي يعيش كريما آمنا. إن الحديث عن الذكرى التاسعة لبيعة الملك عبدالله ليس مجرد كلمات ننسجها للحديث عن مناسبة عابرة، إنها ملحمة تاريخية من الجهد والعمل الدؤوب والصبر.. إنها لحظة تأمل عميقة للحظات تاريخية وتحولات كبرى قادها الملك عبدالله، حيث تحقق الأمن والسلام، واستوت السفينة السعودية على الجودي على أسس راسخة، وعم الأمن والأمان في جميع أنحاء المملكة. لقد سعى خادم الحرمين الشريفين لتحقيق السلام والأمن لشعوب المنطقة والعالم، والحفاظ على ثوابت الأمة وتحقيق كل ما يخدم قضايا الأمة العربية والإسلامية، باعتبار ذلك ركيزة للتطور والانطلاق إلى الأفضل ومواجهة ما تشهده المنطقة من تحديات ومخاطر. إن السياسة الخارجية للمملكة أصبحت نموذجا يحتذى به في الاعتدال وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والسعي إلى تحقيق الاستقرار، وأصبح دور المملكة فاعلا في حل النزاعات وتعزيز المصالحة وتحقيق الاعتدال في المنطقة، وطرح المبادرات السلمية وتحصين الجبهة الخليجية والعربية من الداخل والتصدي لأي مؤامرات تحاك ضد المنطقة، وتبني القضايا العربية من أجل دعم الأمن والاستقرار في المنطقة. وستظل المملكة تدعم بكل قوة قضايا الأمتين العربية والإسلامية وخاصة القضية الفلسطينية، باعتبارها جوهر الصراع العربي الإسرائيلي وقضية المسلمين الأولى، ولا يمكن أن يكون هناك سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط إلا بتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، وإنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس. إن جميع المبادرات التي طرحتها المملكة في المحافل الدولية تصب لمصلحة الإنسانية، وأن يعم الخير للبشرية، واضعة في الاعتبار ضرورة وحدة الصف الخليجي و العربي، وتجاوز الخلافات العربية وفق ما يؤدي إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ونسج علاقات متوازنة مع مراكز صناعة القرار العالمي ووحدة وسيادة القرار السعودي والحفاظ على أمن البلاد والعباد.