جاء في التقرير السنوي لمجلس حقوق الإنسان، أن أكبر الانتهاكات التي وقعت في العالم لهذه السنة، أوقعتها الحركات الإرهابية الناشطة على محور العراق وبلاد الشام «داعش» وجماعة «بوكو حرام» التي تنشط في إفريقيا. وأشار ذات التقرير، إلى أن أكثر وأكبر الانتهاكات أوقعتها هذه الجماعات المسلحة التي انبثقت عقب الثورات التي حدثت في العالم العربي، وأشارت الأممالمتحدة إلى أن أكبر عمليات الاختطاف والرهائن والتعذيب تمت من قبل ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام والجماعة الإسلامية «بوكو حرام» التي تنشط في نيجيريا. ويشير التقرير، إلى أن 230 طالبة ثانوية تم اختطافها في غضون الأسبوع الماضي في نيجيريا من قبل جماعة «بوكو حرام» والتي جاء في بيانها، أن سبي الفتيات جائز ومحلل في الشريعة أثناء الحروب. الحادثة تعود لأيام، عندما هاجم متشددون ينتمون للجماعة المسلحة «بوكو حرام» مرقدا للبنات بثانوية في شمال شرق نيجيريا، بالقرب من الحدود مع الكاميرون، وهددوا الفتيات وأجبروهن على الصعود إلى الشاحنات التي كانت متوقفة بالمكان، ورغم وجود حراسة بالثانوية التي كانت تقيم بها الطالبات، إلا أنها لم تتمكن من صد هجوم الجماعة المسلحة وأضرموا النار في المبنى. وكانت الجماعة الإسلامية «بوكو حرام» بقيادة زعيمها أبوبكر شيكاو، قد تبنت في بداية السنة عدة عمليات دموية وقعت في نيجيريا، بالإضافة إلى سلسلة من الاختطاف والتعذيب، الذي مس النساء والفتيات على وجه الخصوص. فالتقارير الحقوقية التي استند لها مجلس حقوق الإنسان، تشير إلى أن جماعة «بوكو حرام» وجماعة «داعش» تقومان باختطاف الأشخاص وتعنيفهم وتعذيبهم، وغالبا ما يقتصر على النساء. جماعة «بوكو حرام» التي كانت توجه هجوماتها في السنوات الأخيرة على المصافي البترولية في النيجر وفي بعض الدول القريبة منها، تحولت إلى تنفيذ العمليات على السكان وعلى بعض الأقليات الموجودة في شمال مالي. ومثلما تنشط «بوكو حرام» في إفريقيا وتستبيح الأرواح البشرية وتستعبد النساء، تسعى ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام إلى إقامة نظامها بنفس طريقة «بوكو حرام»، بذريعة كاذبة لتطبيق حدود الشريعة. أما الجماعة المسلحة التي تنشط في محور العراق وسوريا، فقد ارتكبت جرائم كثيرة وانتهكت حق الأشخاص في العيش وفي الحياة، فحولت مدنا بكاملها إلى دولة داخل دولة، تسيرها بنظامها ووفق قوانينها، وتتحول إلى جلاد على أرواح الناس، وما قصة الفتيات اللواتي تم عرض فيديوهات جلدهن في الرقة بسوريا، عندما ضبطن وهن يتصفحن الفيسبوك، إلا دليل واضح على وحشية واستقواء هذه الجماعة التي تدعي إقامة حدود الله، وتنشر فيديوهات التعذيب بحجة الردع والترهيب والخضوع لتطبيق الشريعة، إلا أن الشريعة منهم براء. وبمجرد ذكر اسم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام أو جماعة «بوكو حرام»، يخيم الذعر والخوف، فهذان الاسمان مرادفان للقتل، والترهيب والجلد والتعذيب، ومهما صنفا في خانات الإرهاب العالمية، فلن تصنف فضاعة ما ارتكباه في حق الشعوب.