أكد خبراء مصريون ومعارضون سوريون، أن إصرار النظام السوري على كذبة الانتخابات، يعد فصلا جديدا من فصول المراوغة لضمان البقاء في الحكم، خوفا من الملاحقات القضائية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، ووصف بعضهم هذه الانتخابات بأنها «مسرحية هزلية»، مؤكدين أنها لن تعطي للأسد أية شرعية. وقال رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير الدكتور محمد شاكر، إن الإصرار على الانتخابات يعقد الموقف أكثر وينهي أي محاولات للحل السياسي وينسف جهود استئناف جنيف 3. وأضاف أنه لا يرى جدوى من إجراء الانتخابات وترشح الأسد لها سوى السعي إلى التحصن وراء المنصب، خشية تعرضه للاعتقال والمحاكمة الجنائية كمجرم حرب. واعتبر في إجراء الانتخابات واستمرار الأسد يعني المزيد من أعمال القمع والقتل والتهجير للشعب السوري. من جهته، انتقد الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري الدكتور عبدالباسط سيدا، عزم حكومة النظام تنظيم انتخابات رئاسية، وقال إن النظام الدموي يريد من خلال هذه الانتخابات الشكلية إعطاء شرعية لنظام يتهاوى ويعيش أيامه الأخيرة. واعتبر أنه من الناحية العملية لا يمكن إجراء الانتخابات في ظل ثورة شعبية على النظام الأسدي، مؤكدا أن قوات المعارضة في كل مكان، والمعارك في مختلف أرجاء الدولة. فكيف يمكن إجراء الانتخابات الرئاسية في ظل قتل النظام لأكثر من 200 ألف من أبناء الشعب السوري وتشريد الملايين. وشدد سيدا على أن الأسد بهذه الخطوة يؤكد أنه غير راغب في أي حلول سياسية، ويؤكد للعالم أنه لا يريد الحل السياسي وسيواصل قتل الشعب حتى النهاية، وبالتالي لا يوجد حل إلا بضغط المجتمع الدولي لرحيل النظام الأسدي وكل من تعاون معه في قتل السوريين. ورأى المعارض السوري أن خطوة إجراء الانتخابات، تؤكد عدم اكتراث النظام بالمجتمع الدولي والجهود التي بذلتها الأممالمتحدة في جنيف وغيرها، لافتا إلى أن الشعب السوري لن يشارك في هذه المهزلة، كما أن العالم لا يمكن أن يعترف بأي نتيجة تأتي بها هذه الانتخابات المزعومة. بدوره، وصف عضو الائتلاف محمود الحمصى، إجراء انتخابات رئاسية بعد شهرين بأنه «مسخرة للديمقراطية»، مؤكدا أن الأسد الذي لم يعلن حتى الآن دخول هذه الانتخابات، وسوف يقرر المشاركة فيها قريبا، لأن هذه المسرحية تعد خصيصا للأسد ونظامه، ولا يمكن لتلك المسرحية أن تأتي بنظام ديمقراطى وسط القتل والمذابح اليومية. وتساءل: المعارك في كل مكان والقتال في جميع الشوارع والمحافظات .. فكيف سيكون الناخب آمن للذهاب لصندوق الانتخابات ؟، مؤكدا أنه كما كانت الانتخابات مزورة خلال ما يقرب من نصف قرن في سوريا، سوف تزور الانتخابات القادمة. وأكد أنه لن يوجد عاقل واحد في العالم يعترف بنتيجة هذه الانتخابات المهزلة.