تزايدت ردود الأفعال الدولية الرافضة لإعلان دمشق فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة أمس، وعزم بشار الأسد ترشيح نفسه فيها، حيث انتقد الأمين العام لجامعة الدول العربية هذه الخطوة، معتبرا إياها خطوة تعيق حل الأزمة. وقال في بيان "هذه الخطوة من شأنها أن تعيق جهود إنضاج الحل السياسي التفاوضي المنشود للأزمة السورية. كما تضر بالجهود العربية والدولية المبذولة لاستئناف مسار المفاوضات بين الحكومة والمعارضة، حول تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة تتولى مقاليد إدارة الأمور في سورية، تنفيذاً للبنود الواردة في بيان مؤتمر جنيف 1". وأضاف "لا يمكن من الناحية العملية إجراء انتخابات رئاسية نزيهة وديموقراطية وذات مصداقية في ظل المأساة الإنسانية القاسية التي يعيشها أبناء الشعب السوري وما تشهده سورية حالياً من تصعيد خطير في الأعمال العسكرية وأيضا في ظل وجود أكثر من 6 ملايين سوري يعانون من مآسي التشريد والنزوح واللجوء". من جانبه، طالب عضو شؤون السياسة الخارجية في البرلمان الألماني أوميد نوريبور بضرورة أخذ الحذر من بقاء بشار الأسد في السلطة، مشيراً إلى أن ترشيحه مرة أخرى لانتخابات الرئاسة يعني ببساطة رغبته في استمرار الأزمة في بلاده، وطالب المجتمع الدولي "بأخذ موقف قوي لرفض إعادة انتخابه وإرغامه على الجلوس في مفاوضات حقيقية مع معارضيه". بدورها، قالت عضو لجان شؤون السياسة الدفاعية في البرلمان الألماني أنجيلكا بيير إن إنهاء العنف في سورية يتطلب تدخلاً عسكرياً، واصفة ترشيح الأسد لرئاسة الجمهورية السورية بأنه يمثل سقوطاً لكافة الدول التي لم تقدم شيئاً لإنقاذ الشعب السوري مما يعانيه من ويلات جراء أفعال نظام الأسد". وكانت الأممالمتحدة قد وصفت إجراء انتخابات في سورية بأنه "يعني عملياً تضاؤل فرص التوصل إلى تسوية تنهي الأزمة التي دخلت عامها الرابع. وقال المتحدث باسمها ستيفان دوجاريتش في بيان أمس "إجراء انتخابات رئاسية في سورية في ظل الظروف الحالية، وفي أوج نزاع أدى إلى نزوح كثيف للسكان، سيضر بالعملية السياسية وسيبعد فرص حل سياسي، البلاد بأمس الحاجة إليه". وأضاف إن انتخابات من هذا النوع "تتعارض مع روح ونص بيان جنيف حول انتقال ديموقراطي". وفي ذات السياق، اعتبرت الولاياتالمتحدة أن الانتخابات الرئاسية السورية هي "محاكاة ساخرة للديموقراطية"، مؤكدة أنه "لن يكون لها أي مصداقية أو شرعية سواء في داخل سورية أو خارجها". وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "الأسد يستهزئ بما يدعيه هو نفسه بأنه زعيم منتخب ديموقراطياً. وما سيحدث لن يعدو كونه استفتاء رئاسيا". وبدورها قالت المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكي للصحفيين إن إجراء انتخابات رئاسية في سورية وسط كل الدمار والتهجير الذي تعانيه البلاد هو أمر عبثي ولن يساعد في إيجاد حل سياسي للأزمة.