لم يتردد رئيس المجلس البلدي في الباحة الدكتور صالح عباس، في الإعلان بأنه وفق اللوائح الحالية لا يمكن لأي مجلس بلدي أن يحقق التطلعات المطلوبة منه والتي يأملها الأهالي، مؤكدا أن سبب ضعف أداء المجالس البلدية يعود إلى اللوائح والتنظيمات المعتمدة لعمل المجالس ما يحول دون تحقيقها طموح القائمين عليها أو المواطنين. ولم يكن ما يقوله عباس بصفته ووظيفته سرا أمام الكثير من الأهالي أو حتى أعضاء المجالس البلدية، الذين وجدوا أنفسهم أمام مشروع كبير يتطلب منهم العمل الجاد لإرضاء ناخبيهم من ناحية والعمل على تطوير الأداء في البلديات من ناحية أخرى. وفيما تتسارع خطوات الانتقادات لأداء الكثير من المجالس، يعتبر عباس ما وصفه بعدم التضييق على المجالس البلدية في صلاحياتها واستقلاليتها واعتماد ميزانيات كافية لعملها، سيخلق مساحة مريحة للعمل وتحقيق التطلعات المأمولة منها، مؤكدا أن عمل المجلس البلدي في الباحة مع الأمانة على سبيل المثال يقوم على آلية تكاملية وعلاقة ودية كون النجاح لن يتحقق للمجالس بمفردها دون تعاون الجهات التنفيذية ممثلة في الأمانة والبلديات، مطالبا بتوسيع دائرة الصلاحيات وتحقيق حضورها كجهة اعتبارية لها الحق في اختيار رؤساء البلدية والأقسام القيادية. العصا السحرية ويحدد رئيس بلدي الباحة الكثير من المطالب في مقدمتها إعادة النظر في آلية اختيار الأعضاء من خلال وضع ضوابط مهنية واحترافية في السيرة الذاتية واشتراط الخبرة والاشتغال على هموم ومشاريع المنطقة، لافتا إلى أن المجالس البلدية لا تحظى بالقبول الكبير عند المواطنين كونهم لم يطلعوا على النظام ولوائحه، مضيفا أن البعض يرى في المجالس البلدية حلولا سحرية لإشكالات الأمانات والبلديات مع المشاريع والبنى التحتية، مستبعدا قبول فكرة البعض بتحويل المجلس البلدي إلى كاشف للمستور ولا مظهر للخبايا وفاضح للبلديات كون توتير العلاقات سيعوق العمل، مبديا تحفظه على وصف المجالس البلدية بالأبواق للبلديات كون الأمانات والبلديات والمجالس البلديات أدوات لتحقيق التنمية في المنطقة عبر إجراءات نظامية ولوائح قانونية ونظامية لا يمكن تجاوزها. الطلبات الشخصية ويرى أحمد فارع السميري رئيس المجلس البلدي بمحافظة المويه أن المجالس لا تحتاج إلا لحسن الانتقاء للأعضاء، مبينا أن المجالس البلدية متى ما ابتعدت عن الطلبات الشخصية وغير الوجيهة ستؤدي مهامها. ويدافع السميري عن أداء المجالس لأنها حسب قوله: قد نجحت في تسليط الضوء ونقل معاناة ومشاكل المواطنين فيما يتعلق بالأعمال والمشاريع البلدية، وذلك من كون المجالس البلدية تعتبر حلقة وصل فعالة بين المواطن والبلدية، مؤكدا أن كل عضو في الحقيقة يمثل شريحة مجتمع دعمته وصوتت له وانتخبته فالعضو ينقل ما يطلبه المواطن وما يعانيه من تدني في الخدمات حيث يقوم المجلس بتبني تلك المطالب وإصدار قرارات من شأنها تحقيق تلك المطالب ومتابعتها حتى تنفذ أو تطبيق فكرة تعود للمواطن بالنفع والفائدة. وأشار إلى أن المجلس متى ما عمل بتناغم مع البلدية وأدرك أن العمل يحتاج لخطط بعضها طويل الأمد ورتب الأولويات وابتعد عن الطلبات الشخصية وغير الوجيهة، حتما لن يواجه عقبات أمام مهامه مع البلدية بل سيصبح عونا للمواطن وللبلدية. وذهب السميري إلى أن من يدخل للمجلس البلدي يعرف حجم المسؤولية وكبر المهام التي يقوم بها. وحول منح المجالس صلاحيات رقابية أكد السميري أنها لا تحتاج لزيادة أدوار أو صلاحيات بل تحتاج حسن انتقاء للعضو من المجتمع، وتحتاج من البلديات قبولها وعدم رفضها والتعامل مع المجالس بكل شفافية ووضوح، مؤكدا أن مجلس المويه على سبيل المثال قدم العديد من المشاريع الخدمية التي واكبت طموح وطلبات كثير من المواطنين. ويصر رئيس المجلس البلدي بمحافظة الداير بني مالك في جازان مفرح مسعود المالكي، على أن المجلس البلدي يعد صوت المواطن، مشيرا إلى ضرورة الفهم بأنه سلطة التقرير التي تتمحور حول دراسة الميزانيات وقراءة الأولويات الخاصة بالمشاريع الخدمية البلدية وتوزيعها وفق آلية معينة تضمن التوزيع العادل بين المواطنين والأهالي، إضافة إلى سلطة الرقابة على أداء البلدية وأداء المقاولين كونه جهة استشارية تقريرية للبلدية. وبين أن دور البلدية يتمثل في خدمة المواطن، ووجود المجلس البلدي يضفي لها سلطة أكبر بحكم أنها لا يمكن أن تغطي جميع القرى في المحافظة والمجلس هو نتيجة ترشيح المواطن وآخرين بالتعيين وأصبح لدى المجلس رؤية واضحة للمحافظة وما هي احتياجاتها وطموحنا كبير جدا. وقال: نعترف بأن الخدمات البلدية لا تواكب الطموح ولا ترقى لما نطمح إليه حيث نصطدم بمعوقات كبيرة وكثيرة ونفاجأ في الوقت نفسه بأن البلدية من الفئة الخامسة «ه» وهي من أضعف الفئات ونطمح لرفعها للفئة «ب» أسوة بالمحافظة التي فيها خمسة مراكز إدارية وهي تشكل عبئا كبيرا وفيها مركزان من فئة «أ» ويوجد لدينا توجه لفتح مكتب خدمات بلدية في السارة ويخدم القرى الشرقية للمحافظة كآل محمد وعثوان وآل يحيى وآل زيدان ومكتب في جبال والحشر، وتم افتتاح مكتب بدفا لتكون نواة لإحداث بلديات في المستقبل لأنه يوجد لدينا 500 قرية من خلال الحصر وطرق فرعية كثيرة جدا، فالمجلس يتخذ قرارات وفق رؤية واضحة ومرتبة على حسب أولويات، وبإمكان كل مواطن أن يطلع عليها من خلال موقع المجلس، ومن خلال استراتيجية وضعها المجلس سنرى تغيرا جذريا في المحافظة خلال ثلاث سنوات قادمة فميزانية البلدية هذا العام كانت أفضل من السابق. وأشار إلى أن المنجزات كثيرة، ولكنها لا ترقى للطموح كالإنارة والسفلتة والعبارات وتنظيم الأسواق وخدمات المواقع ومشاريع درء أخطار السيول وتجميل وتحسين مداخل المحافظة، بالإضافة إلى مشروع إنجاز مركز حضاري بالمحافظة متكامل تقام فيه جميع الحفلات والمناسبات الشعبية كما تم تحديد مواقع لممارسة رياضة المشي وتم التنسيق مع المياه واستضافتهم في المجلس لحل مشكلة الصرف الصحي في المحافظة على المدى القريب والبعيد وهناك تنسيق مع الطرق والدفاع المدني في موسم هطول الأمطار حتى نستطيع معالجة الانهيارات وانقطاع الطرق وخطط الطوارئ للبلدية وإنشاء موقع إلكتروني للمجلس حتى يطلع المواطن على كل قراراتنا، أيضا دراسة طلبات الأهالي، كما أن المجلس شكل العديد من اللجان فهناك لجنة للخدمات تراقب وضع الخدمات بشكل عام سواء في المطاعم والأسواق أو وضع النظافة وتقدم تقاريرها للمجلس وتزويد البلدية بجميع الملاحظات وهناك لجنة للمشاريع تقوم بزيارة المشاريع المنفذة واستدعاء المقاولين وإلزامهم بالمواصفات المطلوبة. وقال رئيس المجلس البلدي بمحافظة صبيا إبراهيم نمازي إن المجلس يحرص على تغليب المصلحة العامة وخدمة المواطن وتنمية المدينة والمحافظة والتوافق مع البلدية فيما يخص المشاريع المستقبلية. ويشير محمد كليبي رئيس المجلس البلدي في محافظة أحد المسارحة أن ما بذل من جهود في المجلس أثمر عن تحقيق الكثير من المطالب للمواطنين، وقال: نقوم بزيارة ميدانية للكثير من القرى للوقوف على احتياجات سكانها وأنه تم إيصال الخدمات إلى كثير من القرى، واعدا بالمزيد من المشروعات مثل ربط جميع القرى بمحافظة أحد المسارحة من خلال سفلتة الطرق وإنارتها. تجربة جديدة ويؤكد نائب رئيس المجلس البلدي بتبوك لافي السحيمي البلوي، على أنه لو لم تحقق تلك المجالس أهدافها وتطلعات المسؤولين والمواطنين لما استمرت، وقال: من وجهة نظري أرى أنها حققت نجاحات كبيرة بالرغم من أنها تجربة جديدة في المملكة وتحتاج إلى الكثير من التطوير والعمل الجاد وأحدثت نقلة كبيرة في المجتمع السعودي الذي لم يعتد على ثقافة الانتخابات، وأضحت المجالس البلدية صوتا للمواطن، مضيفا: في الحقيقة أن المجالس البلدية تجربة جديدة ومن المؤكد أن هذه التجارب تمر بعدة مراحل ويشوبها الكثير والكثير إلا أن العمل الجاد والإصرار على النجاح قد يدفع بأي تجربة إلى تحقيق أهدافها والمواطن يرى أن المجالس مازال دورها غير واضح إلا أن الصورة سوف تتضح مع مرور الزمن وسيدرك الدور والأهمية للمجالس البلدية. وبين البلوي أن الدور الاجتماعي مفقود في المجلس وهذا جانب لا جدال فيه فمن الواجب أن يكون للمجلس حضور مميز في هذا الاتجاه ونحن في المجلس لدينا الكثير من الخطط والبرامج التي تخدم هذا الاتجاه وسوف نبدأ فيها في الفترة القادمة ومنها جانب توعوي وإرشادي وترحيبي وغيرها من الجوانب التي نستطيع أن نساهم بها في التوعية والتثقيف لخدمة المنطقة وساكنيها. وبين البلوي أن رئيس المجلس والأعضاء حريصون على العمل من خلال إيجاد قاعدة قوية للمجلس البلدي بتبوك من خلال تفعيل لجان المجلس بحيث تقوم كل لجنة بما يسند إليها من أعمال وأما البعد الاستراتيجي الذي سنعمل عليه هو متابعة قرارات المجلس الصادرة والعمل على تنفيذها ولا شك أن كل لجنة من اللجان العاملة بالمجلس تقوم بالدور المنوط بها وتقديم تقاريرها واقتراحاتها بشكل دوري كما أننا نعمل على حوسبة تقارير المجلس وأنشطته من خلال الاستمرار في إدخال كل الأنشطة في البرنامج المتعلقة بذلك.