تنطلق انتخابات المجلس البلدي بعد غد بمختلف محافظات المملكة، لاختيار رؤساء ونواب 285 مجلسا لمواصلة مسيرة أسلافهم الذين تنتهي فترة عملهم غدا، في ظل اتهامات موجهة إليهم بأنهم لم يتعاملوا إلا مع 13% فقط من الشكاوى التي وصلتهم من المواطنين، ما يؤكد أن البعض يبحث عن الكرسي ولا يسعى لخدمة المجتمع، وفقا لرؤية الأهالي. «عكاظ» نقلت الاتهامات لرؤساء ونواب المجالس البلدية لتعرف ماذا هم قائلون، وكيف يواجهون هذه الاتهامات، خاصة أنهم يتولون مناصب حساسة. قصور نقر به بداية أقر رئيس المجلس البلدي في محافظة صبيا حسن الحازمي بوجود قصور في الخدمات المقدمة للمواطنين وأن المجلس يعمل مع البلدية على إيصال وتوزيع تلك الاحتياجات بين المحافظة والقرى التابعة لها والتي تتنامى بشكل كبير، مقترحا تشكيل لجنة عليا تتبع للمحافظة تقوم بالتنسيق بين الجهات الخدمية لترتيب اولويات المشروعات ووضع جدول زمني ومكاني لها لمواجهة تعثرها، مبينا أن المحافظة ينتظرها مستقبل مشرق حال انتهى تنفيذ بعض المشروعات، مرجعا الأسباب التي تعيق الخدمات والمشروعات البلدية لضعف بنود الصيانة والتشغيل في الميزانية المخصصة للجهات الحكومية. كما اعترف رئيس المجلس البلدي بالظهران عوض صالح حجراف أنهم لم يقدموا ما يرضي المواطنين ولكنهم بذلوا كل ما في وسعهم لخدمة المحافظة، ويزيد «سنستمر في الإجتهاد حتى يتحقق المطلوب». وثنى على حديثه عضو المجلس البلدي عوض أحمد فرحان، مؤكدا أنهم غير مقتنعين بما قاموا به، لأنهم لم يتمكنوا من تحقيق تطلعات الناخبين خلال الفترتين الأولى والثانيةلعدة أسباب، لخص أهمها في ما يتعلق بالصلاحيات والمنظومة الجديدة لهيكلة تلك المجالس واعطائها صلاحيات واضحة وصريحة ومستقلة لا ترتبط بالبلديات أو الأمانات، لأنه حسب الصلاحيات الممنوحة للمجلس البلدي في نظام البلديات والقرى، فإنه يمارس سلطة التقرير والمراقبة ويكون رئيس البلدية هو من يمارس سلطة التنفيذ بمعاونة أجهزة البلدية. انتخابات داخلية من جهته أكد أمين عام المجلس البلدي لمنطقة الرياض المهندس سليمان بن صالح العنقري استقبالهم لجميع شكاوى وآراء المواطنين والاستماع لها من خلال الاتصال أو المراسلة بالإيميل أو الفاكس، وتمحورت أغلبها في سوء النظافة وحفريات الطرق، مبينا أنهم تعاملوا معها بشكل إيجابي. وأوضح أن الانتخابات المقبلة التي ستجرى بعد غد ليست معنية بدخول أعضاء جدد للمجلس أو الترشح لمنصب أمين عام المجلس أو نائبه، بل هي إجراءات تجرى كل سنتين بإعادة اختيار الرئيس ونائبه ورؤساء أعضاء المجالس البلدية في المنطقة من ضمن الأعضاء الحاليين وتم تحديد أربع سنوات بعدها تجرى انتخابات جديدة للمجالس البلدية، وستكون الجلسة المنعقدة بعد سنتين من الآن موعدا لإعادة انتخاب جميع أعضاء المجلس بمن فيهم الرئيس ونائبه، مستبعدا وقوع إشكاليات خلال العملية الانتخابية. نسير في الطريق الصحيح وفي اتجاه معاكس قال رئيس المجلس البلدي في أبها الدكتور محمد احمد الغبيري ان المجالس البلدية أثبتت نجاحها في الفترة الماضية، ما يؤكد أنها تمضي في الطريق الصحيح على الرغم مما يدور حولها من اتهامات، معتبرا أن الانتخابات ستسير حسب ما هو معمول به من قبل اللجان السرية. ويشاطره الرأي عضو المجلس البلدي بأبها وأمين أمانة عسير المهندس إبراهيم الخليل بقوله إن نجاح المجالس ليس بخاف على أحد ما يدحض التهم الموجهة إليها، مشيرا إلى أن الانتخابات المقبلة ستتم بكل شفافية ومصداقية وفق الإجراءات المتبعة في هذا الخصوص. وسار على نهجهما رئيس المجلس البلدي بمنطقة تبوك جمال سداد الفاخري الذي نفى أي تقصير من جانب مجلسه، مبينا أنهم حرصوا على عمل قاعدة قوية بتبوك من خلال تفعيل دور اللجان المجلس بحيث تقوم كل لجنة بما يسند إليها من أعمال، أما البعد الاستراتيجي الذي سيعملون عليه فهو متابعة قرارات المجلس الصادرة والعمل على تنفيذها، مردفا «لو لم تحقق تلك المجالس أهدافها وتطلعات المسؤولين والمواطنين لما استمرت». وفي السياق، ألمح بعض أعضاء المجلس البلدي بالخرمة الى أنهم لا يبحثون عن المنصب بقدر البحث عما يهم المحافظة في جميع الجوانب خصوصا البلدية منها، الأمر الذي سينعكس على عملية تصويت الأعضاء في ما بينهم، متوقعين أن يشهد المجلس نقلة في الدورة الثانية. كما رفض أعضاء المجلس البلدي الاتهامات الموجهة إليهم، مؤكدين أنهم يريدون خدمة المحافظة عبر بوابة الرئيس ونائبه كون كافة الصلاحيات مقرونة بهذين المنصبين في بعض الأمور المهمة التي تخدم المحافظة وأهلها. وفي الصدد، أوضح رئيس المجلس البلدي في محافظة ابو عريش اسعد واصلي أن دور المجلس رقابي وإشرافي على المشاريع ومتابعة تنفيذها وأن المجلس سيعمل على تطوير المحافظة والقرى التابعة لها من خلال الميزانية الجديدة التي تم تخصيص 40 في المائة منها للمحافظة و60 في المائة للقرى التابعة لها والبالغة 136 قرية، موضحا أن المجلس هو صوت المواطن، مضيفا «نحن بالمجلس عين رقابية على مشاريع البلدية وتوزيعها بالتساوي والعدل والقرى التي لم تأخذ نصيبها من الخدمات سيكون لها نصيب قبل انتهاء فترة المجلس والمتبقي عليها ثلاثة اعوام». بدوره قال رئيس المجلس البلدي في محافظة أحد المسارحة محمد كليبي إن ما بذل من جهود في المجلس اثمر عن تحقيق الكثير من المطالب للمواطنين، مردفا «نقوم بزيارات ميدانية للكثير من القرى للوقوف على احتياجات سكانها وتم ايصال الخدمات الى كثير منها ونعدهم بأن فترة المجلس المتبقية سوف يتم فيها ربط جميع القرى بمحافظة أحد المسارحة من خلال سفلتة الطرق وإنارتها». وأرجع ما يحدث في شوارع المحافظة والأحياء إلى الشركات المتعهدة التي شوهت الطرقات بحفرياتها وبعض المواطنين الذين يرفضون مواصلة المشاريع الخدمة، منبها إلى أن المجلس يعمل حاليا على ايجاد مسطحات خضراء في المحافظة إضافة الى الحدائق التي تم انشاؤها سابقا وملاعب منجلة في القرى، فضلا عن مشاريع درء أخطار السيول.