لا يختلف شهر رمضان عن غيره بل يزيد العمل فيه.. التصدي لكل من يحاول المساس بأمن الوطن وممتلكاته واستغلال الشهر الكريم.. هذا هو حال رجال حرس الحدود على الشريط الحدودي الذين يقضون وقتهم على مدار الساعة في حماية الثغور من المتسللين وضعاف النفوس. " الوطن" تجولت أول من أمس على الشريط الحدودي بنجران، وتحديدا في قطاع سقام أحد أهم قطاعات حرس الحدود بالمنطقة، قبل ساعات الإفطار، ورصدت عمل خط الدفاع الأول لأمن الوطن وما يجدونه من صعوبة التضاريس وكيفية تأديتهم الواجب، ووسائل صد محاولات المهربين للنفاذ خلال الشهر الكريم. في البداية التقت "الوطن" قائد حرس الحدود بمنطقة نجران اللواء محيا العتيبي، الذي كشف بعض الحيل التي يعتقد المتسللون أنها تنطلي على رجال حرس الحدود. وقال إن بعض ضعاف النفوس يحاول التخفي في ملابس سوداء مظلمة في ليالي رمضان والبعض الآخر يحاول تهريب المخدرات على الماشية أو يقوم بتجنيد صغار السن لحمل كل ما خف وزنه وغلا ثمنه من الحشيش المخدر في أكياس أعدت لذلك، ثم يحاولون اختراق الحدود راجلين فرادى حتى لا يلفتوا الانتباه، لكن رجال حرس الحدود يقفون لهم بالمرصاد. وأضاف أن رجال حرس الحدود يكثفون دورياتهم في رمضان خشية استغلال هذا الشهر من المتسللين والمهربين الذين يظنون واهمين أنهم سينجحون في ذلك، مشيرا إلى أن الدوريات المزودة بأحدث التجهيزات التقنية تعمل على الشريط الحدودي من نجران وحتى نقطة" د "بالمثلث العماني، بحوالي 1000 كلم على مدار 24 ساعة لرصد كل من يحاول العبث بأمن الوطن وممتلكاته، ورصد كل التجاوزات. من جانبه أشار الناطق الإعلامي لحرس الحدود بالمنطقة النقيب علي القحطاني، الذي رافق "الوطن" في الجولة، إلى أن هناك إنجازات أمنية كل ساعة على امتداد الشريط الحدودي، حيث يعمل الجميع بكل يقظة وحزم، موضحا أن رجال حرس الحدود يتناوبون أوقات الصلاة والإفطار، للتصدي لهؤلاء المجرمين والعابثين. قبل أذان المغرب التقت "الوطن" بمساعد قائد قطاع سقام بمنطقة نجران المقدم عبود العصيمي، الذي أكد أن سقام من القطاعات المهمة بالمنطقة، ويعتبر من أهمها لكثافة المتسللين والمهربين، موكداً أن عناء الصيام في الشهر الكريم لا يمنعهم من تأدية واجبهم تجاه الوطن والتضحية بالغالي والنفيس. وأشار إلى القبض على 180 متسللا خلال ثلاثة الأيام الأولى من رمضان، وضبط 235 كجم من الحشيش المخدر، ورصد 13 مهربا من جنسيات مختلفة من اليمن والصومال وإثيوبيا. من جهة أخرى أكد الناطق الرسمي بالمديرية العامة لحرس الحدود بالمملكة العميد محمد بن سعد الغامدي، أن عمل دوريات حرس الحدود البرية والبحرية لا يختلف في شهر رمضان عن الأشهر الأخرى بل يكثف في الشهر الفضيل أكثر من غيره خشية استغلال هذا الشهر من المتسللين أو المهربين. وأوضح أن رجال الدوريات يتناوبون في أوقات الصلاة، وكذلك أوقات تناول الطعام، فلا يتركون مواقع عملهم لأي سبب، مضيفا أن أمن الوطن يبدأ من حماية حدوده، وثغوره، والتضحية، والعمل الجاد والمتواصل من الرجال في كل المناطق الحدودية. مشيرا إلى أن معدلات الضبط اليومي لمحاولي التسلل تبلغ 1000 شخص، فيما يتم إحباط تهريب من 40 إلى 80 كيلوجراما من الحشيش المخدر يومياً، بخلاف الأسلحة، وغيرها من المواد الممنوعة التي تضبط، وخصوصاً في المناطق الجنوبية". وأضاف أن المدير العام لحرس الحدود بالمملكة الفريق زميم بن جويبر السواط، أكد على جميع قادة ومنسوبي حرس الحدود ببذل المزيد من الجهد والتفاني والرباط واحتساب الأجر من الله - سبحانه أولاً وأخيراً - ثم حفاظاً على وطنهم، ومجتمعهم، ضد من يحاول الاعتداء بأي شكل كان، معتبرا أن شهر رمضان كغيره من الشهور يتم التصدي فيه لكل من يحاول العبث بأمن الوطن.