لم يعان فريق من عقوق كرة القدم كما عانى الفريق النصراوي، فعلى مدى «خمسة عشر عاما» لم يحصد خلالها أي بطولة على مستوى الفريق الأول، بالرغم من تحقيقه بطول كأس الأمير فيصل بن فهد قبل خمسة أعوام والتي لم تكن مقنعة لجماهير الشمس. عاد النصر وأشرقت شمسه من جديد في منصات التتويج من خلال الفوز بكأس ولي العهد، وأمام المنافس التقليدي فريق الهلال، بعد أن غاب عن هذه البطولة قرابة ال40 عاما لكن حصول الفريق على هذه البطولة أنسى جماهيره كل ما مضى. قصة حصاد النصر بدأت منذ تولي رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي للمهمة قبل خمسة أعوام، حيث لم يستسلم «كحيلان النصر» لليأس بعد أن تخلى عنه الكثير من أعضاء الشرف بحجة عدم جلبه أي بطولة للنادي في أول موسمين برئاسته، فقد واصل كحيلان عمله بكل إخلاص وجد وأخذ عهدا على نفسه أن يسعد جماهير الشمس ويحقق أمنياتهم. وتحمل رئيس النادي الكثير من المصاريف على النادي، خصوصا هذا الموسم في ظل عدم وجود أي راع رسمي للفريق وغياب تام لأعضاء الشرف المؤثرين. صفقتا القائد.. والهداف بدأ كحيلان عمله بصفقة أغلى لاعب على مستوى الكرة السعودية آنذاك اللاعب محمد السهلاوي الذي كلف خزينة النادي مبلغ 33 مليون ريال، كما تعاقد مع النجم الدولي حسين عبدالغني الذي كلف بقيادة الفريق خلال المواسم الرياضية الخمسة الماضية. في موسم 2009 – 2010 حقق الفريق الأول المركز الثالث في بطولة الدوري، والمركز الثالث في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، وخرج من بطولة كأس ولي العهد على يد الهلال في «ور ربع النهائي». حيث كان موسما رياضيا مرضيا نوعا ما لجماهير الشمس. الجماهير غير راضية أما في موسم 2010 – 2011 فقد حقق الفريق المركز الخامس في بطولة الدوري، ووصل إلى نصف نهائي كأس ولي العهد، وخرج من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال على يد الاتحاد في دور ربع النهائي. جماهير الشمس لم تكن راضية عن العمل الذي قدمته الإدارة في تلك الفترة كونها تبحث عن البطولات فقط، ولم تكن تعلم بعض الجماهير أن عمل الإدارة كان على مستوى بعيد لصناعة فريق قادر على المنافسة وجلب البطولات كما وعد الرئيس. بداية الغيث في موسم 2011 – 2012 وصل فريق النصر لأولى النهائيات عندما لعب أمام فريق الأهلي في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين وخسرها، كما حقق الفريق المركز السابع في بطولة الدوري، ووصل «دور ربع نهائي». في كأس ولي العهد. وفي موسم 2012 - 2013 اختلف الوضع كليا فقد أبرم رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي العديد من التعاقدات الهامة حيث تم جلب اللاعب الدولي السابق ونجم العصر الذهبي بالاتحاد محمد نور، والمهاجم حسن الراهب، ومدافع منتخب البحرين محمد حسين، حيث قدم الفريق مستويات مميزة في هذا الموسم حتى كان قريبا من تحقيق بطولة كأس ولي العهد لولا الحظ الذي عاند الفريق عندما خسره بركلات الترجيح أمام الغريم التقليدي الهلال. الاستقرار الفني بدأ الرئيس ومنذ نهاية الموسم الماضي في إعداد فريقه لموسم جلب البطولات من خلال الاستقرار الفني بوجود المدرب كارينيو للموسم الثاني على التوالي آتت ثمارها، فالاستقرار مطلب مهم لأي فريق يسعى للنجاح، في حين أن شعار الأندية الأخرى كان تغيير المدربين منذ سنوات، الأمر الذي أحدث خللا كبيرا في تركيبة اللاعبين، بما أن كل مدرب له فكر مغاير عن سابقه . فالمدرب الأورجواني كارينيو يملك إمكانات عالية بجانب إجادته قراءة المباريات بشكل أكثر من رائع، وهو ما ثبت في كثير من المواجهات وبالتحديد بعد تأخر الفريق من خلال التبديلات التي يجريها وترجح كفة فريقه من جديد في أكثر من مرة. استقطابات مميزة اللاعب المميز والخبير محمد نور والذي تعاقدت معه إدارة النادي الموسم الماضي سجل حضورا وقوة ضاربة للفريق هذا الموسم لما يملكه من حس رفيع في صناعة الأهداف وقيادة خط المنتصف بكل جدارة، وشكل رقما صعبا للفريق حيث كان علامة فارقة في المباريات التي لعبها مع الفريق الأصفر. النصر بدأ موسمه الحالي بصفقة مدوية بتوقيعه مع صانع الألعاب الموهوب يحيى الشهري ب50 مليون ريال كأعلى صفقة في تاريخ الكرة السعودية، وشكل الأخير قوة ضاربة لخط الوسط، حيث يعد أكثر لاعبي النصر صناعة للأهداف، وقدم مستوى مميزا أثبت لجماهير الأصفر أنه يستحق تلك الملايين. أما الموهوب الآخر عبدالرحيم الجيزاوي والذي وقعت إدارة النصر معه ب 16 مليونا، فهو الآخر لم يقل عن سابقه، حيث كان البديل المناسب في كثير من المباريات وقدم مستويات لافتة وأثبت نفسه وتأقلم مع الفريق منذ الوهلة الأولى. كما وقعت إدارة النصر مع الظهير الأيمن كامل المر بمبلغ 7 ملايين ريال ليكون بديلا جاهزا للغامدي وإن كان لم يلعب سوى مباراة واحدة في كأس ولي العهد قدم من خلالها مستوى جيدا. بجانب نجم الفتح ربيع سفياني والذي انضم للفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية بعد أن وقعت معه الإدارة في وقت سابق بمبلغ 9 ملايين ريال، فاللاعب يعد موهبة كروية واستطاع الموسم الماضي أن يقود فريقه السابق الفتح إلى تحقيق دوري زين. كما حرصت إدارة النادي على استقطاب عدد من اللاعبين المحترفين مثل العماني عماد الحوسني، والبرازيلي إيلتون، والجزائري مراد دلهوم. كما جددت عقود عدد من لاعبيها مثل المهاجم الخطير محمد السهلاوي، والحارس عبدالله العنزي لخمس سنوات قادمة والمدافع عمر هوساوي. ثقافة الفوز الفوز يجلب الفوز، وهو ما حرصت عليه إدارة النصر بقيادة الأمير فيصل بن تركي الأمر الذي جعل الفريق يكتسب ثقافة الفوز حتى إنه استطاع العودة والفوز في كثير من المباريات بعد تأخره، حتى إن جماهير الشمس أصبحت تتغنى بفريقها أنه لم يهزم لأكثر من عام كامل. البديل الجاهز يملك النصر هذا الموسم فريقين جاهزين للمشاركة في أي مباراة وهو ما يميز الفريق البطل، فما إن يغيب لاعب لظروف الإصابة أو الإرهاق أو نحوه إلا وتجد البديل جاهزا في أي وقت، الأمر الذي سهل المهمة على مدرب الفريق كارينيو، وساهم في ترجيح كفته في كثير من المباريات. الروح بين اللاعبين وما ميز الفريق النصراوي هذا الموسم هو الروح العالية بين اللاعبين، وهو ما أكده تصريح اللاعب محمد نور الذي بين أن هنالك روحا عالية بين لاعبي النصر، مشيرا إلى أنه لم يشعر أنه غريب بين اللاعبين. الكيان فوق الجميع عندما استغل الثلاثي البرازيلي باستوس وإيفرتون وإيلتون مباراة الفريق أمام الهلال ورفضوا اللعب قبل استلام مستحقاتهم وقاموا بالانسحاب من معسكر الفريق ليلة المباراة، لم تلق إدارة النادي أي اهتمام لهم، بل رفضت سياسة لي الذراع للكيان حيث لعب الفريق دون اللاعبين الأجانب واستطاع الفوز على الفريق الهلالي. تيفو جماهير الشمس جماهير نادي النصر هي الرقم الثابت في جميع المباريات والداعم الأول للفريق، فأينما حل الفريق الأصفر يجد جماهيره أمامه، حتى أثناء أداء التمارين في النادي، حيث تثبت هذه الجماهير يوما بعد يوم عشقها للكيان النصراوي ومساندتها له في كل الظروف، وتثبت أنها الجماهير الأولى الفاعلة والفعالة خلال هذا الموسم، من خلال الوقوف مع الفريق حتى في أصعب الظروف. جماهير النصر تميزت هذا الموسم برسم لوحات فنية رائعة من خلال «التيفو» الذي رسمته في مدرجاتها حيث أبهرت جماهير نادي النصر الجماهير الرياضية قاطبة من خلال التيفو الذي رسمته على المدرجات في كثير من المباريات. حيث أصبح مثار الحديث عبر مواقع التواصل الاجتماعي في التويتر والفيس بوك عن التيفو النصراوي أكثر من الحديث عن المباريات.