ودع الفريق الأول لكرة القدم بنادي النهضة دوري عبد اللطيف جميل قبل أن تنتهي جولاته الأخيرة ولن تسعفه أي نقاط يضيفها خلال مبارياته القادمة في البقاء، وسيعود لدوري الدرجة الأولى وهي الدرجة التي قضى بها ما يقارب ال21 عاما مع مروره على الدرجة الثانية في بعض السنوات أكثر من مرة قبل العودة الموسم الماضي لدوري الأضواء. ولم يتعظ النهضاويون من السنوات المرة التي أبعدتهم عن الأضواء بل استهلوا دوري عبد اللطيف جميل في موسمهم الأول بتخبطات واستراتيجيات لا تليق بإدارة يرأسها الخبير والمتمرس فيصل الشهيل والذي كرس كل إمكانياته المادية لتوفير كافة الاحتياجات وقدم لفريقه جهازا فنيا خبيرا بقيادة الروماني إيلي بلاتشي والذي بدأ مع الفريق النهضاوي بمعسكر خارجي بتركيا استعدادا لمعترك الدوري ولكن لم ينجح فريقه وخسر كامل مبارياته في الدور الأول، وهو ما جعله يحافظ على المركز الأخير في سلم ترتيب دوري عبد اللطيف جميل إلى أن سقط ولم تجد التحركات الإدارية النهضاوية وسعيها للملمة الأوراق، وأقصت الروماني بلاتشي وأعادت التونسي جلال قادري بحكم أن له تجربته مع الفريق وصعد به لدوري الأضواء، ولكن لم تحدث أي نقلة في نتائج الفريق إلى أن فاق في الجولات الاخيرة والتي لا تسمن نتائجها ولا تغني من جوع وعض النهضاويون اصابع الندم بعد فوات الأوان. الروماني بلاتشي: مشكلة النهضة في لاعبيه لخص الروماني بلاتشي المدرب السابق بعد مغادرته وضع الفريق النهضاوي بقوله «المشكلة تكمن بنسبة كبيرة في عدم تطبيق اللاعبين لما أمليه عليهم وهو ما ينعكس على إداء الفريق ونتائجه من البداية، وليست مشكلة مدرب، فعند إشرافي على الفريق بذلت كافة الجهود وبتعاون ودعم من الرئيس فيصل الشهيل الذي لم يأل جهدا ووفر كافة السبل المساعدة لنجاح الفريق ولكن لم تثمر تلك الجهود عن شيء واستمر تفريط الفريق بالنقاط إلى أن وصل الى ما وصل إليه وكان عامل الخبرة له دور كبير لدى اللاعبين ودوري الأضواء يختلف عند اللاعب عن الدرجات الأخرى حيث يحتاج اللاعبون بالنهضة لفترة لا كتساب الخبرة، وتوجد عناصر جيدة بالفريق ان حافظت على مستوياتها سيكون لها شأن كبير مستقبلا. الغدير: العشوائية سيطرت والاستعانة بالقدامى كذبة حمل لاعب النهضة والمنتخب السابق إبراهيم الغدير إدارة ناديه المسؤولية فيما حدث للفريق النهضاوي هذا الموسم من هبوط بالمستوى والنتائج اعادته لدوري ركاء، وكشف الغدير عن تخبطات إدارية كبيرة وسوء تنظيم بعد صعود فريقه لدوري عبد اللطيف جميل منها التنسيق والاستغناء عن أغلب اللاعبين الذين صعدوا بالفريق والأبقاء على ثمانية عناصر أو أقل، والاستعانة بمخلفات الاندية من اللاعبين وهو ما أفقد الفريق النهضاوي الحماس الذي كان عليه اللاعبون بالدرجة الأولى والإعداد المتأخر للفريق، بجانب الاعتماد في اختيار اللاعبين الاجانب والمحليين على آراء بعض اعضاء مجلس الإدارة، مع مراعاة سعر كل لاعب قبل النظر لقيمته الفنية وهل سيفيد الفريق أم لا، مضيفا «من قدم مشورته باختيار اللاعبين لا يعدو كونه عضو مجلس إدارة غير مختص في الامور الفنية، والاجانب تم التعاقد معهم والتفاوض معهم قبل إحضار المدرب الروماني إيلي بلاتشي، وأعتقد أن المشكلة ليست منه لأنه مدرب حضر وهو يعتقد أنه سيشرف على فريق متكامل عناصريا، وكان من المفترض أن توضح له الصورة كاملة عن الفريق قبل التعاقد معه، وأن النهضة قضى 21 عاما بين الدرجتين الأولى والثانية قبل أن يعود للممتاز، خاصة وان بلاتشي متعود على أندية جاهزة عناصريا وليس مدرب إعداد وتجهيز، ولو نظرنا للفتح فقد حقق الدوري الموسم الماضي مع المدرب فتحي الجبال بعد استمراره معه ستة مواسم من الإعداد وحافظ على اللاعبين من أجل استمرار التجانس بينهم لأنه مدرب متخصص في الإعداد، أما بلاتشي فهو مدرب هدفه تحقيق البطولات مباشرة وهو ما يتعارض مع وضع النهضة، حيث كان يجب على الإدارة رسم مخطط للبقاء وتثبيت الفريق بدوري عبد اللطيف جميل لا أن يشتت ذهن اللاعبين بالقول انهم قادرون على المنافسة، وهو ما جعل الفريق من البداية يبدأ باللعب المفتوح مما أحدث الخسائر المتتالية على الفريق وانعكست سلبا على نفسيات اللاعبين، ولم تكن هناك تهيئة نفسية بل استمر الحال على ما هو عليه إلى أن تم الاستغناء عن الروماني بلاتشي لتغطية الإخفاق، وإعادة التونسي جلال قادري على أمل أن يعيد الفريق للوضع الطبيعي بحكم معرفته بعناصره الموجودة ولكن الصحيح هو أن جميع العناصر التي كانت مع جلال قادري لم تعد موجودة ولن يضيف شيئا، لذلك لم يحقق أي نتائج مع الفريق إلا بعد أن فقد فرصة البقاء باستمراريته في المركز الأخير، وجاءت النتائج الأخيرة بعد أن خفت الضغوط على اللاعبين لفقدهم فرصة البقاء وباتوا يلعبون المباريات الاخيرة تحت مبدأ ما عندي شيء أخسره وهو الامر الذي نتج عنه نتائج إيجابية لم تكن نتيجة فعل إداري او فني، بجانب بحث اللاعبين عن مخرج قد يفيدهم في الانتقال لأندية أخرى في نهاية الموسم، فكل لاعب يبحث عن تسجيل فكرة جيدة عن امكانياته لتسلط عليه الأضواء . وعن غيابهم كلاعبين قدامى وعدم تدخلهم قال الغدير «استشارتنا وما يعلن عن أن الإدارة قدمت لنا دعوة المشاركة لإيجاد حلول لوضع الفريق هو فقط شكلي ولكي تمتص غضب أبناء النادي وتخفف من وطأة النقد الذي سيواجههم من اللاعبين القدامى، ولكن في حقيقة الأمر الاستشارة كذبة، ونحن كلاعبين قدامى نتبرأ من تلك الاستشارة المزعومة، ومن المفترض أن يكون مساعد المدرب واحدا من أبناء النادي منذ البداية لمعرفته وحرصه على فريقه، ولكن تمت الاستعانة مؤخرا بشقيقي يوسف الغدير كمساعد للمدرب وكان ذلك بعد فوات الأوان». وحول رفض إبراهيم الغدير لمنصب الاشراف الإداري على الفريق قال «نعم في هذا الجانب رفضت بعد أن قدم لي رئيس النادي فيصل الشهيل طلب المشاركة وتسلم مهمة المشرف على الفريق حيث حضرت وقرأت الوضع جيدا وقررت الاعتذار لسبب أن منصب الإشراف منزوع الصلاحيات وكل القرارات تأتي من أعضاء مجلس الإدارة وهو أمر لا أقبله لذلك اعتذرت احتراما لتاريخي واحتراما لفريقي، وكان بإمكاني تسلم المنصب والفلوس والسكوت على الاخطاء ولكن ضميري ومخافة الله جعلتني أبتعد». وعن مستقبل النهضة وما إذا كان بالإمكان العودة بعد الموسم القادم لدوري عبد اللطيف جميل قال «بالامكان ذلك ولكن شريطة أن تكون هناك استراتيجية وتنظيم وعمل احترافي لا عشوائي كما حدث هذا الموسم، كما أن هناك مشكلة يجب القضاء عليها وهي التصريحات العشوائية من غير المختصين بكرة القدم بالنادي حول الفريق وتناوب الكل على ذلك من بداية الموسم حيث دأبوا على التعليق على كل صغيرة وكبيرة وهو امر غير مستحب والمثل يقول (اعط القوس لباريها) أو الخبز لخبازيه.