من الله على هذه البلاد بملك كريم وإمكانيات مادية وعطاءات شملت كل مناطق وقرى المملكة، فكيف بمدينتي (صامطة) التي أسماها المؤرخون مدينة العلم والعلماء، والتي حضت باهتمام منذ عهد الملك سعود (يرحمه الله) الذي أسس فيها ثاني معهد للتعليم بالمملكة، ولكن مدينتي، يفتقد أبناؤها لمبنى حكومي تعليمي للمرحلة المتوسطة منذ 40 عاما ونيف، وقد زاد الأمر سوءا في هذه الأيام، بأن مبنى متوسطة صامطة الأولى كهل وعتيق وحجراته رثة لا تصلح لأن تكون دور علم. ليست مبالغة وصفية، وإنما أحداث واقعية سلبت أطفالنا فرحتهم ورغبتهم بالتعلم، وقدرتهم على الإبداع، فمبناها يفتقر لأبسط الحقوق لحياة الأطفال، وأبسط وأهم مرافق التعليم الهامة والأساسية، حتى إنها لا تحتوي على فناء رياضي، فحصص الرياضة ملغية في مدرستنا، ولا حتى حجرة للمختبر في ظل المناهج العلمية الجديدة والتي تحتاج مرفقات مساعدة، حسب توصيات مشروع الملك عبدالله لتطوير العلوم والرياضيات. ورغم علم مدير مكتب تعليم محافظة صامطة والمدير العام للتربية والتعليم بمنطقة جازان، خصوصا بعد زيارته في بداية الفصل الدراسي الحالي، والتي لامس فيها بنفسه، الحالة غير المرضية التي وصلت لها المدرسة، وما يعانيه طلابها ومعلموها وإدارتها. وقد وعد بالنقل السريع الذي لا يمكن تأخيره، وها نحن في نهاية العام وما زال الأبناء يعانون كما عانى آباؤهم من قبلهم، علما بأنها أعرق مدارس المحافظة وأقدمها، فمنذ 40 عاما وأكثر، وهي في عزلة عن التعليم الحديث الذي يرتقي بأبنائها ويواكب حاجة طلب الثانويات والجامعات لأسس تعليمية تعتمد على مرفقات أساسية وضرورية، افتقدها أهالي مدينة العلم والتي إلى الآن تعيش شيئا من العزلة.