يوميا يضطر صالح القرني أحد أهالي بيشة، أن يمر على طريق العبلاء الذي يصل بين المحافظة ومركز جرد التابع للباحة، بسبب ظروف عمله، لكنه في كل مرة يضع يده على قلبه ولا يعرف واقع رحلته، أو مصير عودته، إذ الطريق لا يكتفي أن يكون وعرا لينغص عليه الرحلة، بل يمر عبر واديين كبيرين يمتلئان بالمياه مع جريان السيول. ولأن القرني أحد من ترهقهم المعاناة يوميا مع الطريق، ظل يقتفي دائما أخباره، ليطير فرحا منذ عامين وهو يسمع اعتماد سفلتته، ليحلم بسرعة الانتهاء من المشروع عطفا على قصره فهو لا يتجاوز السبعة كيلومترات، لكنه وجد العكس تماما في ظل التباطؤ الواضح في تنفيذ الطريق. وكلما ظن سالكو طريق العبلاء - جرد أن معاناتهم مع هذا الطريق الترابي على وشك الانتهاء بتعبيد الطريق وسفلتته إلا أنها سرعان ما يطول أمدها ويعود العمل في الطريق لنقطة الصفر لتستمر المعاناة متكبدين مشاق وعورة هذا الطريق المتعثر بشكل يومي، وقد سئموا من هذه الدوامة ومن الوعود التي لا تتحقق. ويضيف القرني: كلما اعتقدنا أن السفلتة باتت وشيكة، تنسحب الشركة المنفذة من الموقع أو تأتي السيول وتجرف ما تم تنفيذه من ردم، ليبدأوا العمل من جديد، مما جعل سالكو الطريق يتجرعون المعاناة اليومية لاسيما الموظفين والطلاب والمرضى والمسافرين بين محافظة بيشةوالباحة وبلجرشي والعقيق، مشيرا إلى أنه في الفترة الأخيرة لاحظنا انسحاب المقاول من الطريق وتركه دون صيانته أو إنجازه حتى أصبح السير معه لا يطاق، وقد سبب الكثير من التلفيات لسياراتنا، ونطالب وزارة النقل بمحاسبة المتسبب في تعطيل هذا المشروع والذي كان يفترض الانتهاء منه بتاريخ 14/4/1435 حسب لوحة المشروع الموجودة في الموقع، إلا أنه انتهت المدة دون أن نرى بوادر لإنهاء المشروع. كما يطالب خبزان محمد الأكلبي، الإدارة العامة للطرق والنقل بالباحة بالعمل على سرعة إنجاز هذا الطريق، كونه على درجة من الأهمية في ظل ربطه لمنطقتين، ويسلكه المسافرون والمتنزهون وأهالي المنطقة، وقال: أعتقد أن تنفيذ الطريق لا يتطلب كل هذه المدة والتي تجاوزت السنتين ونصف السنة، دون تنفيذ متر واحد من السفلتة، وعلى وزارة النقل تنفيذ عبارات في أودية رنية وشواص التي يمر بها الطريق كونها أودية كبيرة وتتسبب في احتجاز الناس وتعطل مصالحهم وتقطع الطريق، وعدم إنشاء عبارات أو جسور يعرض العابرين في الطريق للاحتجاز والغرق ونأمل أن يؤخذ ذلك بعين الاعتبار. وحرصا من «عكاظ» على أخذ وجهة نظر الإدارة العامة للطرق والنقل بمنطقة الباحة كونها الجهة المعنية بتنفيذ مشروع الطريق، تم الاتصال بمكتب مدير عام الإدارة، حيث طلب مدير المكتب إرسال فاكس حتى يتسنى لهم الرد وتم إرسال الفاكس بتاريخ 18/5/1435ه، كما تم التعقيب عليه تلفونيا عدة مرات وفي كل مرة يفيد موظفو الإدارة بأنهم سوف يرسلون الرد بالفاكس، إلا أنه لم يصل أي رد.