دعت معظم طبيبات جدة بضرورة تفعيل فكرة إنشاء أندية مخصصة للنساء داخل الأحياء التي سبق أن طرحت في مطالبات ونداءات وجهت من النساء. وأشرن ل «عكاظ» إلى أن وجود هذه الأندية يسهم في تجنب الكثير من الأمراض المصاحبة للسمنة والتي من أبرزها السكري والدوالي وصعوبة التنفس وغيرها. الأندية ضرورية ورأت استشارية طب الأسرة والمجتمع الدكتورة هناء الغامدي أن وجود أندية مخصصة للنساء داخل الأحياء أصبح ضروريا في ظل تزايد نسب إصابات النساء بزيادة الوزن والسمنة، حيث إن الغالبية العظمى من النساء لا يستطعن التوجه للمراكز الخاصة، وبالتالي فإن وجود مراكز مخصصة لهن يساعدن على التوجه في أي وقت. وبينت د. هناء أن تزايد انتشار السمنة وزيادة الوزن بين النساء في المجتمع السعودي مؤشر خطير يترتب عليه انعكاسات سلبية، موضحة أن المشكلة الأساسية وراء ذلك هو اعتمادهن على الخادمات في إدارة البيت، وبالتالي عدم الحركة، وعدم ممارسة أي نوع من النشاط الرياضي وأبسطها المشي، الاعتماد على الوجبات السريعة التي تحتوي على نسب عالية من الدهون والسعرات وبالتالي تراكمها في الجسم. وأكدت على أن وجود الأندية سيساعد على تحسين صحة المجتمع وخصوصا عند السيدات وبالتالي تجنب التعرض للأمراض المصاحبة للسمنة. النمط الغذائي ولم يختلف رأي استشارية طب الأسرة والمجتمع الدكتورة منال شمس وقالت: رغم أن الوضع الآن أفضل من السابق مع وجود بعض المماشي المخصصة وإقبال السيدات على المشي إلا أن الأمر يحتاج إلى مزيد من التوعية بأهمية المشي والرياضة، حيث يلاحظ أن أهم أسباب انتشار زيادة الوزن والسمنة عند السيدات هو عدم ممارستهن لأي نشاط رياضي سواء داخل المنزل أو خارجه وبالتالي اكتساب الدهون والسعرات الحرارية، بجانب تغير النمط الغذائي الذي أصبح للأسف الشديد مركزا على وجبات غير صحية مثل الفاست فود. وأكدت أن وجود أندية نسائية داخل الأحياء له دلالات إيجابية على الحد من انتشار السمنة وزيادة الوزن في مختلف الفئات العمرية وعدم اكتساب الأمراض المصاحبة. محوران للمواجهة واعتبرت الباحثة في علاج سمنة الأطفال والأسرة شذى أبوعوف أن موضوع السمنة بشكل عام يتركز على محورين هامين هما الأول: إجراء دراسات مسحية لفئات عمرية مختلفة مع الأخذ في الاعتبار الأسرة وعلى وجه الخصوص الوالدين كعامل أساسي ومن ثم العوامل البيئية الخارجية المؤثرة مثل الفاست فود، عدم ممارسة النشاط الرياضي وتأثير القنوات الفضائية وإعلانات المروجة للوجبات الغنية بالسعرات الحرارية المرتفعة وخصوصا الدهون المشبعة منها، أما المحور الثاني وهو المحور الوقائي والعلاجي ويتضمن الكوادر الطبية المتخصصة الذين يمتلكون الوعي الكافي والمعرفة والمهارة على تشخيص الحالة ورصد العوامل التي أدت إلى تفاقم المشكلة بمعنى متابعة (التاريخ المرضي) ومن ثم اختيار أفضل وسيلة للمعالجة التي تستند على أسس تنعكس إيجابا على صحة المريض مع مراعاة الوسائل العلاجية كاحتياج المريض لتغيير النمط الغذائي أو الأدوية أو الجراحة أو جميع ما تمت الإشارة إليه. وأكدت على ضرورة إنشاء برامج مدروسة على أسس ومعايير علمية والأخذ في الاعتبار العوامل التي سبق ذكرها وذلك لإخراج أفراد المجتمع من دائرة كابوس السمنة والحد من استمرارية ارتفاع معدل السمنة في الأسرة العربية وتحديدا السعودية.