تشير التقارير إلى ان السمنة وزيادة الوزن والبدانة اصبحت من الأمراض التي تفشت وانتشرت بين سكان المملكة وبصورة تنذر بالخطر حيث وصلت إلى حد الوباء نظراً لارتفاع نسب معدلات انتشارها والتي تعتبر الأعلى على مستوى العالم وخاصة بين النساء. ومن هذا المنطلق حذر العديد من الأطباء المتخصصين من مخاطر السمنة باعتبارها سبباً رئيسياً لأشد الأمراض فتكاً بحياة الإنسان كالسكتة الدماغية ومرض الشريان التاجي وداء السكري وحصى المرارة، ومفاصل العظام والاختناق اثناء النوم والسرطان.. ونتيجة لهذه المخاطر كان تحذير الأطباء شديداً باعتبار السمنة هي داء العصر وبأنها العدو الأول للإنسان الذي يجب التصدي له ومحاربته. وفي هذا الصدد حذر الدكتور فؤاد نيازي استشاري السمنة من الانتشار السريع لهذا الداء بين سكان المملكة حيث اكد ان التقارير أشارت إلى ان السمنة اصابت خلال السنوات العشر الأخيرة حوالي ثلث سكان المملكة. وقد أرجح د.نيازي هذا الأمر إلى طبيعة المجتمع السعودي الذي أصبح نمط الحياة فيه يتسم بانعدام الحركة نظراً لزيادة عناصر الراحة في حياته اليومية مثل السيارة والمصعد والجلوس لفترات طويلة على المكتب أو أمام التلفزيون أو الكمبيوتر مع الاعتماد على الوجبات الغذائية عالية القيمة الحرارية والوجبات السريعة الغنية بالدهون. هذا بالاضافة إلى ان العوامل الوراثية والجينية والبيئية وحتى النفسية ايضاً تلعب دوراً مؤثراً في الإصابة بالسمنة. وفي نفس السياق اكدت الأستاذة ايمان الأيوبي اخصائية التغذية وانقاص الوزن على ان تغيير نمط الحياة وتجنب العادات الغذائية الخاطئة يعتبران عملين أساسيين في القضاء على السمنة وزيادة الوزن. وقالت ان هناك عدة طرق لعلاج السمنة من أهمها ممارسة رياضة المشي واتباع برنامج غذائي معد تحت اشراف طبي، وزيادة مفعول ذلك البرنامج يمكن ان يضاف إليه عقار طبي كزينيكال الذي يعمل على إيقاف عمل انزيم تكسير الدهون في الأمعاء بنسبة 30٪ ومن ثم منع امتصاص ثلث كمية الدهون التي نتناولها في الأكل. وبينت ان هذا يؤدي إلى انقاص عدد السعرات الحرارية التي تدخل الجسم وبالتالي يؤدي إلى انقاص الوزن. وأضافت ان هناك قصوراً في توعية الأطفال بخطورة السمنة وأسبابها ولذا فإن الطفل يستهلك كل ما قد يجده في طريقه لكون لديه عدم وعي بما إذا كانت تلك المادة المستهلكة سبباً من أسباب السمنة أم لا.