في العطلات والإجازات بمختلف أشكالها ومسمياتها لا يحلو السمر إلا في سفوح بني مالك، فالخيام على مد البصر، إذ يفضل الناس الاجتماع في الطبيعة البكر التي لم تلوث بعد بضجيج المدن وأدخنة المصانع، وهذا هو حال زاهر النخيفي الذي أنهى دراسته الجامعية وقرر زيارة الأهل والأصحاب في الداير، فاستهوته البراري وسفح الجبل الأخضر وأودية الداير البعيدة عن التجمعات السكانية حيث يحلو الطبخ والتخييم. مؤانسة واستمتاع يحيى علي السلمي - أحد هواة التخييم - في رأيه أن الرحلات البرية تعد مطلبا ضروريا وملحا بعيدا عن ضوضاء المدينة، خصوصا في مناسبات الأعياد والعطلات لما فيها من متعة وترويح عن النفس حيث المناظر الطبيعية البرية التي تهدئ الأعصاب وتريح القلب، خصوصا أن أغلب المتنزهات محددة للعائلات ولا يسمح بدخول الشباب، لذا يفضل الشباب الحضور إلى هنا، ويلاحظ أن الشباب يحرصون على إعداد مستلزمات التخييم وأدوات الطبخ والشاي والقهوة ويقضي المتنزهون أغلب وقتهم في المؤانسة والاستمتاع بالألعاب الشعبية وقرض الشعر. لا تختلف حالة الشاب شريف جابر المالكي عن غيره، إذ أنه يستمتع بالطلعات البرية ومناظرها الخلابة ولقاء الأصدقاء والأصحاب، ويقضي معهم مدد متفاوتة وتستمر بعضها لثلاثة أيام، وآخرون يفضلون البقاء لساعات قبل العودة إلى منازلهم. ويفضل سلمان محمد الخالدي إعداد الأكلات الشعبية في الرحلات البرية كالمظبي والقصدير والمدفونة والكبسة وعادة ما يتم تحديد مهمة لكل شخص، والرحلات فيها من المتعة وروح المغامرة والاستكشاف الشيء الكثير.. ومن الشباب من يتولى جمع الحطب. حبس و خاشر يلتقط سعيد قاسم المالكي طرف الحديث ويقول: إن في البر فرصة سانحة لممارسة الألعاب المشوقة وكرة الطائرة وركوب الدراجات النارية، فهي رحلات محببة للأهالي في ظل ما تملكه المنطقة من مقومات طبيعية. أما محمد علي السلمي فقال: إنه يستمتع بأجواء المرتفعات الخلابة في بني مالك كطلان وحبس وخاشر ويستمتع المتنزهون بمشاهدة الضباب الكثيف الذي يغطي المنطقة إذ يضفي على المنتجعات أجواء شاعرية. وأردف السلمي أنه يحرص على الحضور بعد أيام العمل الشاق ويتم توزيع المهام بين الزملاء. واعتبر محمد الخالدي عطلة نهاية الأسبوع بالمهمة في حياته وقال أخطط للإجازة جيدا وأحرص على الاستفادة من العطلة إلى أقصى درجة، ففي الصيف أتوجه إلى الواجهة البحرية والحدائق والاستراحات والمسطحات الخضراء وفي الشتاء إلى الأماكن البرية.