يشهد سوق الاتصالات السعودي حدثا مهما بدخول «مشغل شبكات الاتصالات المتنقلة الافتراضية» كمعطى جديد يعول عليه الكثير من قبل محاور المعادلة الثلاث «العميل، مقدم الخدمة، هيئة الاتصالات»، فقد منحت هيئة الاتصالات السعودية اتحادي فيرجن موبيل السعودية، واتحاد جوراء ترخيص تقديم خدمات الاتصالات المتنقلة، إذن فعندما تقرر الحصول على عروض لباقات اتصال جوال فسيكون أمام المواطن والمقيم خمسة خيارات «الاتصالات السعودية، موبايلي، زين، فيرجين، جوراء»، والسؤال الذي يطرح نفسه ما الفرق الذي سيحدثه المشغل الافتراضي للعميل؟ وما مستقبل السوق في ضوء هذا المعطى ؟. بداية فالمشغل الافتراضي هو طرف ثالث سيلعب دورا مهما على جبهتين هما: جبهة مقدمي الخدمة «الاتصالات أو موبايلي أو زين» وجبهة العميل، وسوف يقوم المشغل الافتراضي بالتعاقد مع واحد أو أكثر من مقدمي الخدمة الثلاث للحصول منه على فائض التشغبل «ساعات الاتصال الصوتي والداتا» بسعر الجملة، وبعد الحصول على ذلك فسيبيعها للعميل، مع الأخذ في الاعتبار أن العميل يجب أن يحصل على «شريحة» من المشغل الافتراضي، وسوف يظهر للعميل بهويته كمشغل افتراضي وليس كمقدم الخدمة بمعنى آخر فبتعاقدك مع المشغل الافتراضي فلن تضطر إلى أن تتعامل مع مقدم الخدمة، بل إن كل تعاملك هو بينك وبين المشغل الافتراضي، وبهذه الطريقة فالمشغل الافتراضي هو مقدم آخر للخدمة على الرغم أنه لا يمتلك البنية التحتية للشبكة، وبذلك فهو «افتراضي»، وحقيقة فإن الاستثمار المطلوب لتصبح مشغلا افتراضيا محدودا جدا مقابل الاستثمار لكي تصبح مقدم خدمة فلا يتطلب من المشغل الافتراضي أن يستثمر في البنية التحتية كبناء أبراج، ومحطات تشغيل.... إلخ، إنما الاستثمار المطلوب ينحصر في تجهيز مركز للتحكم في العمليات والفوترة ومركز لخدمة العملاء. فإذا ما فهمنا طريقة العمل أو «business case» للمشغل الافتراضي، فإن المهم الآن أن نعرف ما الفرق الذي سيحدثه المشغل الافتراضي، وما العروض التي سيتيحها للعميل؟، والإجابة على هذا السؤال تنبع من استراتيجية المشغل الافتراضي للبقاء، فالمشغل الافتراضي لا يتوقع أن يقوم العميل بإلغاء عقده مع مقدم الخدمة والاشتراك معه، ولايتوقع أن يحيل له مقدم خدمة العملاء وإنما عليه القيام بالكثير من «القتال» و «الإغراء» للحصول على حصته من السوق، والواقع أن هناك الكثير من المعطيات لصالح المشغل الافتراضي للنمو، وتحقيق أرباح فإضافة إلى تكلفة التشغيل المنخفضة فإن ما يقارب 85 في المئة من العملاء في المملكة هم من عملاء الدفع المسبق، الذين لا يرتبطون بعقود طويلة الأجل، وهنا تكمن فرصته للحصول على عملاء يعتبرون قليلي الولاء لمقدمي الخدمة. إذن فالمشغل الافتراضي سيقوم باستهداف شرائح خاصة من العملاء بباقات تتناسب مع متطلباتهم باأسعار منافسة، وسوف يقدم خدمات عملاء متميزة، وفائقة الجودة قائمة على أحدث التقنيات، وسوف يعمد إلى إغراء العميل عن طريق العروض التسويقية، والميزات، والتخفيضات على أسعار التجوال والاتصال الدولي، وتطبيقات الهواتف الذكية، وغير ذلك من الخدمات ذات القيمة.. وأخيرا، بخصوص مستقبل السوق فعلى الرغم من قوة وسمعة الشركاء الأجانب للمشغلين الافتراضيين «فرجين وليبرا» فإن أحدا لا يستطيع التكهن بمدى النجاح الذي سيتحقق، ولكن هناك مهمة صعبة يجب على المشغل الافتراضي لإثبات وجوده، وسينتج عن ذلك فوائد عدة تصب في صالح العميل، ومقدمي الخدمات والاقتصاد الوطني، وبهذه المناسبة ونيابة عن المهتمين والمختصين فإنه لا يسعني إلا القول «مرحبا بالمشغل الافتراضي». ambarnawi@kau.edu.sa