وجه المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي السابق، والمرشح لرئاسة الجمهورية، خطابا للشعب المصري، قائلا: «يا شعب مصر العظيم أقف أمامكم للمرة الأخيرة بزيي العسكري بعد أن قررت إنهاء خدمتي كقائد عام للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع».. معلنا اعتزامه الترشح لرئاسة الجمهورية. وأضاف السيسي، في خطابه ، مساء أمس ، قال فيه: «قضيت عمري في خدمة الوطن، وفي خدمة تطلعاته وآماله، وسأستمر، واللحظة الحالية مهمة، وارتديت الزي العسكري في عام 1970، وكنت طالبا في الثانوية الجوية، وسأترك الزي من أجل الدفاع عن الوطن». وأكد أن «السنوات الأخيرة من عمر الوطن أكدت أنه لن ينفع أحد أن يكون رئيسا للبلاد دون إرادة الشعب المصري، ومحدش هيجبر الشعب على رئيس مش عايزينه، وبكل تواضع أعلن اعتزامي الترشح لرئاسة الجمهورية وتأييدكم سيمنحني هذا الشرف العظيم، وأنا امتثل لجماهير الشعب المصري، والترشح شرف لي طالبني به الشعب». وتابع السيسي : «نحن المصريون لدينا مهمة شديدة الصعوبة والتكاليف، والحقائق السياسية والعلمية والاجتماعية وصلت إلى حد يجب أن تكون فيها مواجهة أمينة لهذه التحديات، ومصر تواجه تحديات كبيرة، واقتصادنا ضعيف وفي ملايين من الشباب يواجهون البطالة، وهذا أمر غير مقبول، وملايين يعانون من المرض، وهذا أمر أيضا غير مقبول، ومصر غنية بالموارد والشعب، ولا يجب أن نعتمد على الإعانات والمساعدات، والمصريون يستحقون حياة أفضل ويعيشون بأمن وحرية وكرامة، ويحق لهم الحصول على العيش والعمل والمسكن». وأوضح قائلا : «كمصريين أمامنا مهام عسيرة ويجب إعادة بناء جهاز الدولة الذي يعاني من الترهل، ويجب أن نواجه تلك القضية بحسم، ويجب أن تعود عجلة الإنتاج في كل قطاعات الدولة بصورة قوية، ويجب إعادة ملامح الدولة وهيبتها، ومهمتتنا استعادة مصر وبناؤها، وما شاهدناه على الساحة السياسية والإعلامية خارجيا وداخليا جعل الوطن أمرا مستباحا للبعض، ومصر لها احترامها وهيبتها». وشدد السيسي على أنه «يجب أن يعلم الجميع أن مصر لها مكانتها والاستهتار بالبلد لا يمكن أن يمر، ولن نسمح لأحد بالتدخل في شؤوننا ونحن نسير وفق خارطة الطريق التي وضعتها القوى الوطنية الأصيلة، ونجحنا في وضع الدستور، وسننجح في إجراء الانتخابات الرئاسية ثم البرلمانية». وأضاف: إن «اعتزامي الترشح لا يصح ولا يجوز أن يحجب حق غيري في الترشح وسيسعدني أن يحوز أي مرشح على ثقة الشعب، وكلنا أبناء مصر ونسير في قارب واحد، ولن يكون لنا حسابات شخصية نصفيها، ونمد أيدينا للجميع في الداخل والخارج، وأي مصري لم تتم إدانته بالقانون هو شريك فاعل في المستقبل، وإن كل الصراعات تمزق الوطن، أقف أمامكم وأثق في الله وفيكم، إن مصر ستتغير بيد الجميع، والقوى السياسية أو الجيش لم يكن هما من أزاحوا النظامين السابقين». وواصل: «علينا أن ندرك أنه يجب بذل أقصى الجهد لتجاوز الصعوبات التي ستواجهنا، وصناعة المستقبل هي عقد الشعب والرئيس، والشعب عليه التزامات من الجهد والصبر والعمل، والحاكم لن ينجح منفردا، والشعب يعلم أنه من الممكن تحقيق انتصارات كثيرة، ولكن هذا لن يتم إلا بالعمل الجاد من كل مصري ومصرية، وسأكون أول من يقدم الجهد والعرق دون حدود من أجل مستقبل مصر تستحقه». وكشف السيسي أنه لن يكون لديه حملة انتخابية بالصورة التقليدية، وأن شكل المستقبل سيكون من خلال برنامج ورؤية له بمجرد سماح اللجنة العليا للانتخابات له بالترشح، ومضيفا: «طبعا البرنامج يجب أن يكون بدون إسراف في الإنفاق». واستطرد قائلا : «نحن مهددون من الإرهابيين، ويريدون تدمير سلامنا وأمننا، وسنعمل لمصر خالية من الخوف والهلع والإرهاب، والموت أحسن لي ولا يروع المصريين، واسمحوا لي أتكلم معكم عن الأمل والحلم، ونحن نقود مصر لتصبح في مصاف الدول المتقدمة وتعلم العالم كما علمته من قبل، ولا أستطيع تقديم المعجزات ولكن العمل على تقديم الجهد الشاق، وإذا توليت القيادة سنحقق معا الاستقرار والآمال والأمل».. وختم قائلا: «أنا لا أقدم المعجزات ، بل أقدم العمل الشاق والجهد وإنكار الذات بلا حدود، وأعلموا، أنه إذا ما أتيح لي شرف القيادة، فإننى أعدكم بأننا نستطيع معا، شعبا وقيادة، أن نحقق لمصر الاستقرار والأمان والأمل ، بإذن الله، حفظ الله مصر ، وحفظ شعبها العظيم. والسلام عليكم ورحمته وبركاته».