أعلن المشير عبدالفتاح السيسي مساء أمس الأربعاء رسميا أنه «يعتزم الترشح لرئاسة جمهورية مصر العربية»، مؤكدا أنه قرر الاستقالة من الجيش ومن منصبه كوزير للدفاع. وقال السيسي في كلمة مسجلة أذاعها التلفزيون الرسمي وظهر خلالها بردائه العسكري «اليوم أقف أمامكم للمرة الأخيرة بزيي العسكري، بعد أن قررت إنهاء خدمتي كوزير للدفاع». وأضاف بالعامية المصرية التي يفضل التحدث بها إلى المصريين «اللحظة دي لحظة مهمة جدا بالنسبة لي، أول مرة لبست فيها الزى العسكري كانت سنة 1970(...) يعني حوالي 45 سنة وأنا أتشرف بزى الدفاع عن الوطن... النهارده، أترك هذا الزي أيضا من أجل الدفاع عن الوطن». وتابع «أنا وبكل تواضع أتقدم لكم معلنا اعتزامي الترشح لرئاسة جمهورية مصر العربية ... تأييدكم هو الذي سيمنحني هذا الشرف العظيم». وأكد السيسي، الذي أطاح بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في تموز- يوليو 2013 إثر تظاهرات شارك فيها الملايين، طالبت برحيله، إنه «يمتثل لنداء جماهير واسعة من الشعب المصري»، طلبت منه التقدم لنيل هذا الشرف»، مشددا على أنه يعتبر نفسه «جندياً مكلفاً بخدمة الوطن في أي موقع تأمر به جماهير الشعب». وشدد السيسي على أنه يريد مصارحة المصريين بالحقائق ليكون «أمينا معهم ومع نفسه». وقال «لدينا نحن المصريين مهمة شديدة الصعوبة، ثقيلة التكاليف والحقائق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية في مصر سواء ما كان قبل ثورة 25 يناير، أو ما تفاقم بعدها حتى ثورة 30 يونيو وصلت إلى الحد الذي يفرض المواجهة الأمنية والشجاعة لهذه التحديات». وتابع «هناك ملايين من شبابنا بيعانوا من البطالة في مصر هذا أمر غير مقبول (..)، ملايين المصريين بيعانوا من المرض، ولا يجدون العلاج، هذا أمر آخر غير مقبول». واعتبر أنه «غير مقبول» كذلك أن «تعتمد مصر، البلد الغنية بمواردها وشعبها، على الإعانات والمساعدات». وتواجه مصر منذ ثورة 2011 التي أطاحت بحسني مبارك وضعا اقتصاديا صعبا. وبعد عزل مرسي، اعتمدت مصر أساسا على مساعدات تقدر بقرابة 13 مليار دولار قدمتها لها السعودية والإمارات والكويت، وتعهد السيسي بأن يستمر في مكافحة الإرهاب. وقال «نحن مهددون من الإرهابيين، من قبل أطراف تسعى لتدمير حياتنا وسلامنا وأمننا وصحيح أن اليوم هو آخر يوم لي بالزي العسكري ولكني سأظل أحارب كل يوم من أجل مصر خالية من الخوف والإرهاب، ليس مصر فقط، بل المنطقة بأكملها بإذن الله».