ماهو واقع الخدمات السياحيه المقدمه للشفا؟ سؤال يطرح نفسه بحجم عاصمة المصايف العربية. يجمع سكان المنطقة السياحية على أنها تفتقر لكل مقومات الجذب السياحي وأن الزائر الذي قصدها قبل 20 عاما لم يجد فيها أي تغيير أو تطور كغيرها من الوجهات الأخرى، بينما المنطقة زاخرة بالسحر والجمال وروعة المكان في صورة بانورامية طبيعية تتجلى في المرتفعات الخضراء والأجواء العليلة. سكان الشفا طالبوا بتحسين الوجهة سياحيا ومنع العمالة المخالفة السائبة التي تشكل خطرا على الأهالي والسكان خاصة أن هذه العمالة تظهر في أوقات الصباح والمساء وتتوارى باقي الأوقات زارعة الخوف في نفوسهم، متسائلين عن مشروع تطوير الشفا ورفع مستوى الإصحاح البيئي وإيجاد مستشفى صحي متكامل الخدمات وجلسات عائلية للسياح والزوار بعيدا عن تلك المواقع التي حفرتها خيول الاستثمار والمراجيح المتهالكة. في البداية يؤكد عبدالرحمن الطلحي أنه لا توجد أي خدمات سياحية تشفع لمكانة هذه المنطقة بحسبانها الوجهة السياحية الأولى ومن جاء لها قبل 20 عاما وزارها الوقت الراهن لا يجد أي تحسين أو تطور فهل يعقل أنه لا يوجد فيها غير شارع زراعي وحيد بمسار واحد وليس على جانبيه سوى شبوك وخردوات ونفايات متراكمة وقرود، ويزيد الطين بلة أن المستثمرين وضعوا الخيول والدبابات المؤجرة التي تثير الغبار والأتربة تحت حوافرها، موضحا أن الشارع الذي يطلق عليه الدائري يشهد تلبكا مروريا ولا يوجد في جوانبه سوى محطة وقود وصراف ولا وجود لمواقف مخصصة للمركبات ما يزيد في معاناة الزوار والسياح خلال وصولهم إلى المنطقة بمجرد نفاد البنزين أو تعذر الصرف الآلي، مطالبا بضرورة تأهيل الطريق وسفلتة طبقته المتهالكة وتعبيد مسارين للسائقين وتشجير جوانبه ووضع جلسات عائلية مفتوحة ودورات مياه ومساجد بشكل حضاري يتناغم مع ما حبا الله المنطقة من مناظر طبيعية خلابة. دورات مياه ومغلقة واستغرب ياسر عبدالله السفياني من جهاز السياحة ووجود دورتين للمياه لكل السياح والزوار في المنطقة تنبعث منهما الأوساخ والقاذورات والكتابات الجدارية التي تحدث تشوها بصريا قلقا، لافتا إلى نضوب المياه فيها مطالبا بإيجاد دورات مياه متكاملة الخدمات، مبينا أن المواقع الأثرية لا تلقى الاهتمام على خارطة الاقتصاد السياحي. ومن جانبه يطالب حماد السفياني بضرورة تبديد كل التجمعات الليلية للعمالة المخالفة خاصة التي تتكاثر في سفوح الجبال حيث إنهم يظهرون في أوقات الصباح ويختفون في الأوقات الأخرى هربا من أعين الأمن، مشيرا إلى أن ذلك ساهم بشكل أو بآخر في نزوح عدد من الأسر للسكن داخل أحياء المحافظة بعد ظهور سرقات للأغنام والمواشي والممتلكات. غياب المستشفى ورغم كل الطلبات السابقة للأهالي تفتقر منطقة الشفا إلى مستشفى يقدم خدماته العلاجية للأهالي والسكان في القرى والمراكز المرتبطة بالشفا والزوار والسياح حيث لا يوجد سوى مركز صحي متهالك. وأشار حماد رداد السفياني إلى أن مشروع تأهيل وتطوير الشفا السياحي على الورق منذ سنوات، متسائلا ما إذا سيشمله التطوير وأبرز ملامحه، مشيرا إلى تعثر مشروع طريق المحمدية الذي بدأ العمل فيه قبل 12 عاما، مطالبا بأن تأخذ الشفا نصيبها من المشاريع. تجزئة الصكوك وتمثل تحديد نسبة البناء ب 10 % في الممتلكات عائقا آخر ومعاناة تجثم على أصحاب الممتلكات الذين يطالبون برفع النسبة إلى 60 %، وقد أحدثت نزاعات وتداخلات خاصة للورثة الذين يصطدمون بعدم تجزئة الصكوك في الشفا بذريعة أنها سياحية، مطالبين برفع الحظر عن الترخيص للمساحات الصغيرة. إلى ذلك كشف ل«عكاظ» عضو المجلس البلدي بمحافظة الطائف إبراهيم السفياني أن الخدمات السياحية في الشفا صفر ودون المستوى، وأكد أنهم في المجلس البلدي زاروا المنطقة ورصدوا العديد من الطلبات كإعادة وتأهيل الطرق وزيادة المسطحات الخضراء وبعض الخدمات البنكية وغيرها ومشروع تطوير الهدا والشفا وما بينهما وقد استكملت دراستها ورفعت للاعتماد، مؤكدا أن المنطقة بحاجة إلى بعض الخدمات السريعة التي تخدم المواطن والمصطاف. ومن جانبه أكد أمين الطائف المهندس محمد المخرج اهتمامه بالمناطق السياحية وحرص وزير الشؤون البلدية والقروية صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب وسمو أمير منطقة مكةالمكرمه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله ورئيس هيئة السياحة والآثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بتوفير الخدمات. وفي تصريح سابق أشار سراج الحميدان إلى أنه تم تحديد أرض مخصصة لبناء مركز صحي بالمنطقه ليقدم الخدمة العلاجية، فيما لفتت إدارة النقل والمواصلات بخصوص تعثر مشروع عقبة المحمدية، وقالت إن العمل جار وقد سلم المقاول مرحلته الثانية.