على ارتفاع أكثر من 1800 قدم عن سطح البحر ترسم منطقة الشفا على خارطة جنوبي غرب محافظة الطائف لوحة ابداعية استمدت سحر جمالها من الطبيعة البكر والمناظر الخلابة التي جعلتها مقصدا للمتنزهين والسواح والباحثين عن الراحة. كشفت جولة ل«عكاظ» أن في مقدمة الخدمات التي ينتظرها أهالي منطقة الشفا إيصال المياه، ومعالجة انقطاعات التيار الكهربائي وقت هطول الأمطار أو هبوب الرياح التي تساهم بشكل كبير في اعطاب الاجهزة الكهربائية دون ان تتدخل الجهات المختصة بوضع حد لها ما عدا وعود تذهب ادراج الرياح دون ترجمة على أرض الواقع. وعبر محمد المالكي عن استيائه من نقص الخدمات السياحية وتدني مستوى البنية التحتية بالشفا التي تؤهلها لاستقطاب الزوار والسياح سواء من داخل الطائف أو خارجها، مؤكدا أنه يصطحب أسرته أسبوعيا لقضاء نهاية الاسبوع للاستمتاع بالاجواء الخلابة التي ترتسم على ارتفاع أكثر من 1800 قدم عن سطح البحر، بعيدا عن الضوضاء والشوارع المتكدسة بالسيارات. كما أن تعثر الطريق الدائري بالشفا وغياب الوجه الجميل والحسن للحدائق على الطريق السياحي الطالع للمنطقة وعدم مواءمة دورات المياه والخدمات الاخرى في ظل متطلبات عدد كبير من السياح والمصطافين بالإضافة إلى عشوائية الباعة المتجولين الذين يشوهون المنظر العام ويجهضون الصوره الذهنية وعدم تأهيل المداخل والمخارج جعتلها بعيدة عن خارطة جنوبي غرب محافظة الطائف على حد قوله. وأكد صالح سلطان محمد من دولة الامارات أن منطقة الشفا تزخر بالمناظر الخلابة والاجواء الآسرة نظرا لما تحتويه من مقومات طبيعية، إلا أن الإقبال من الزوار والمصطافين قل بسبب افتقار الخدمات السياحية. فيما أكد فارس الذيابي أن منطقة الشفا تعد صورة جمالية تتجلى لحظة شروق الشمس، وكل من يشد رحاله باتجاه هذا المكان البديع يؤيد هذه النظرة، حيث الطبيعة الخلابة ونسمات الهواء العليل، والسحر والجاذبية التي تجبر المتنزهين على ارتياده والاستمتاع بجماله رغم غياب الخدمات التي يتطلعون إليها، وتقف أمام هذا المشهد البانورامي أعداد هائلة من السياح القادمين من الأماكن المجاورة منذ الصباح الباكر، وحتى غروب الشمس. ويرى محمد المالكي ضرورة وضع أعمدة للإنارة، مع تركيب مظلات لمواكبة الأعداد المتزايدة من السياح والمتنزهين، مطالب بسفلتة الطريق حتى يتمكنوا من تجاوز تلك «البطانيج الرملية» التي تكومت وسط الطريق، ملحقه الضرر بمركباتهم، مؤكدا على ضرورة العمل لإيجاد بيئة سياحية تستقطب سياح الداخل، مناشدا الجهات المعنية بتوفير جلسات للعائلات. من جانبه انتقد محمد دراج الجهات المعنية بتطوير منطقة الشفا السياحية، لتدني خدماتها التي لم تلب الاحتياجات الكاملة للسائح العربي بشكل عام بما يحفظ لها مكانتها المرموقة، وقال: رغم انها مقصدنا الاول اثناء الاجازات السياحية، إلا ان من يحط فيها يشعر أن هناك خللا معيبا يجب الكشف عنه ومعالجته في المنظومه التطويرية، كاشفا انه يستغرب منذ عدة سنين يزور فيها الشفا عدم تطوير الطريق الدائري للمنطقه وقلة دورات المياه والخدمات الاخرى. ويشاركه في الرأي سلطان القحطاني ونايف الحربي بأن المواقع السياحية في الطائف بشكل عام لم تواكب حصول المحافظة على لقب عاصمة المصايف 2013م، بسب افتقارها للخدمات التنموية، مشيرين إلى أنه لا يوجد غير صراف آلي واحد في الشفا ومحطه بترولية على جانب شارع زراعي يشهد في غالب الاوقات تكدسا مروريا عند توقف اي عميل يحاول اجراء عملية سحب مالية من الصراف. وأشار سالم المغامسي من المدينةالمنورة الى أن الحدائق المنتشرة على الطريق المؤدي للشفا عبارة عن صنادق مكشوفة الجوانب لا تحمي رؤوس القاطنين فيها من اشعة الشمس وتفتقر لدورات للمياه ما يضطر السياح لقضاء حوائجهم في العراء. ولفت بدر صالح الحريجي وعجيب دعسان السليماني إلى أنه يجب أن تتضافر كل الجهود في سبيل انقاذ كل مناطق الجذب السياحي بالطائف لتعود إلى أوج عصورها التي كانت تعرف منذ ازل بالمصيف الاول لتكسب ثقة الزائر والسائح الذي لا يعشق غير هوائها الجميل ومرتفعاتها الساحرة وجوها. في المقابل كشف ل«عكاظ» عضو المجلس البلدي ابراهيم السفياني عن دراسة من قبل المجلس البلدي، للوقوف على احتياجات الأهالي، وقد أيد أمين الطائف المهندس محمد المخرج هذه المقترحات منذ العام الماضي وما زلنا نطالب بأن تأخذ منطقة الشفا السياحية حقها من الخدمات لينعم بها المواطن والمصطاف في ربوعها.