طالب سكان الشفا في الطائف باستمرار فتح المركز الصحي على مدار الأربع والعشرين ساعة لاستقبال المرضى ومصابي الحوادث المرورية وغيرها في أوقات خارج الدوام، مؤكدين أن المركز لا يعمل فيه سوى طبيب عام واحد وممرضتين، ولا يستمر العمل اليومي لأكثر من سبع ساعات، حيث يغلق المركز أبوابه في الرابعة عصرا. وأكد الأهالي أن مبنى المركز قديم ومتهالك، ناهيك عن افتقادهم عيادات النساء والأطفال والأسنان والجراحة. وأبدى سكان الشفا اندهاشهم تجاه صحة الطائف التي اتخذت قرارها بافتتاح المركز خلال الأربع والعشرين ساعة خلال الإجازة الصيفية، وأوقات قدوم السياح والزوار، وكأن الخدمه اللائقة لا تقدم سوى للسياح فقط. «عكاظ» رصدت انطباعات الأهالي ومطالبهم، حيث قال ناصر وخالد السفياني إن مستوصف الشفاء بخلاف انه مهترئ ومتهالك رغم تواجده في محافظة الطائف إلا أنه لا يقدم الخدمات الصحية المأمولة، وأشار السفياني أن المركز يخلو من الأطباء سوى من طبيب عام واحد وممرضتين ولا يعمل غير سبع ساعات من 8 صباحا حتى الرابعة موضحين أن غالبية الأهالي والسكان يتجرعون آلامهم بعد العصر حتى الصباح في اليوم التالي. ويتساءل السفياني قائلا: لماذا لا تتم معاملة أهالي الشفا أسوة بأهالي القرى الصغيرة التي أنشئت فيها مراكز صحية متكاملة من العيادات الطبية على مدار الساعة. وأوضح محمد المنصوري وخالد العمري أن مواطني الشفا يتعدى عددهم 7 آلاف نسمة، ويتبع لها العديد من القرى والهجر البعيدة، مناشدين صحة الطائف بالعمل على تحقيق مطالباتهم، حيث تم تخصيص قطعة أرض منذ خمس سنوات لإنشاء مركز صحي جديد، ولم يرفع فيه طوبة واحدة. وأشار عابد الحرجلي وعبدالرحمن الطلحي أن مايزيد دهشتهم أن المركز يغلق أبوابه بعد العصر بما في ذلك أقسام الطوارئ وسيارة الإسعاف التي يفتقدها السكان في الظروف الطارئة، فيضطرون إلى نقل الحالات على ظهور الوانيتات لتحويلهم إلى المستشفيات الأخرى. من جهته أشار عضو المجلس البلدي إبراهيم فاضل السفياني أن منطقة الشفا تبعد ما لا يقل عن 25 كلم عن أقرب مستشفى يلجأ إليه الأهالي عند إغلاق مركزهم، هذا بخلاف أهالي 21 قرية وهجرة تتبع للشفا وتبعد بما يفوق عن 60 كلم منها الحيط واللويت والأقيلح والمحمديه ووداي الضيق. موضحا أن الشفا تمتلك جميع مقومات السياحة الداخلية وتعتبر الوجهة السياحية الأولى للباحثين عن الأجواء الجميلة والمناظر الخلابة. من جهته أوضح الناطق الرسمي لصحة الطائف سراج الحميدان أن الحالات المرضية بالشفا لا تستدعي فتح المركز الصحي على مدار الأربع وعشرين ساعة، مؤكدا تواجد طبيب انتظار على الجوال في الأوقات خارج الدوام، يتم الاتصال به واستدعاؤه على الفور، مشيرا إلى أن الطاقم الصحي والعاملين في مركز صحي الشفاء يتكون من ثلاثة أطباء رجال، طبيب وطبيبة أسنان، بالإضافة الى أربعة ممرضين للرجال، وخمس ممرضات للنساء، وفني مختبر واثنين من الصيادلة، واثنين من فنيي الأشعة، لافتاً إلى أن إنشاء المبنى الحكومي سيكون حسب الأولويات والخطط المعتمدة من قبل الوزارة. مصارعة الآلام أهالي الشفا يؤكدون أن مبنى المركز الصحي، يصبح بلا فائدة بعد الدوام الرسمي فلا طوارئ ولا إسعاف رغم احتياج أكثر من 7000 نسمة بين نساء وأطفال وشيوخ إلى خدماته، بالإضافة إلى 21 قرية لا يتحمل سكانها آلامهم بقطع 60 كلم بحثا عن العلاج في أحد مستشفيات المحافطة، فيصارعون أمراضهم حتى الصباح.