يشكو أهالي قرية نزهة عين شمس شمالي مكةالمكرمة من نقص الخدمات، موضحين أن أنابيب الشبكة تعبر بجوارهم ولكنهم عطاشى، كما أن التقاطع الخطير -أو تقاطع الموت- في القرية تتكدس فيه الشاحنات على مدار الساعة وتقع فيه بين الحين والآخر حوادث فاجعة، داعين إلى ايصال منازلهم بشبكة المياه وإيجاد إشارة مرور أو عبارة على التقاطع الخطير. أجمع الأهالي أن الشاحنات تتكدس يوميا منذ شروق شمس كل صباح على جانبي تقاطع مدخل القرية مع الطريق الرابط بين طريق مكة السريع مع الطريق القديم المؤدي إلى جدة مرورا بمحافظة الجموم. وأضافوا أن هذا التكدس يشكل عائقا لأهالي القرية فضلا عن تسببه في كثير من الحوادث المميتة. وكشفت جولة نفذتها «عكاظ» خطورة التقاطع ورصدت العشوائية وتجاوزات سائقي الشاحنات، ووقوفها على جانبي الطريق كاستراحة محارب بشكل كبير، حيث تم رصد نحو 60 شاحنة توقفت في أقل من ساعتين فقط. وفي هذا السياق أوضح نواف مطر العتيبي ان الضرورة تقتضي وضع حد لتكدس الشاحنات على الطريق الحيوي، وحل مشكلة التقاطع الخطر بوضع وسائل للسلامة وإيجاد إشارة مرورية أو إنشاء عبارة، أو على أقل تقدير مطبات تهدئة تنبه السائقين بوجود التقاطع الخطير. وقال العتيبي ان الطريق المؤدي للقرية من جهة بير الغنم يعاني كذلك من عدم توفر وسائل السلامة، وعدم وجود ترقيم للخط ووجود فواصل، ومع حلول الظلام تصعب مهمة السائقين لعدم وجود الإنارة الكافية حيث لم تتم إنارة إلا لجزء يسير منه لا يمثل سوى ربع الطريق. واستطرد العتيبي أن السيول سبق أن جرفت الطريق وردمته ليصبح ترابيا، وتقدمنا للبلدية بخطاب لإصلاحه، ولم يتم التفاعل مع الطلب، فتكفل المواطنون بإصلاحه على حسابهم الخاص وإزالة الأتربة. وتابع أن عدم وجود مدارس ثانوية يعيق مواصلة الطلاب والطالبات للدراسة وأن الضروروة تقتضي افتتاح مدارس ثانوية للبنين والبنات، مشيرا إلى أن أغلب أبنائهم ينقطعون عن الدراسة أو يخاطرون بالذهاب إلى دور العلم على طريق الشاحنات إلى قرية الريان التي تبعد عنهم 15 كيلومترا. من جهته أوضح فارع منير العتيبي أن أنابيب مياه التحلية القادمة من مكةالمكرمة تعبر من أمام منازلهم ببضعة كيلومترات منذ أكثر من ثلاثين سنة غير أنهم ما يزالون يعانون من العطش، حيث كانت تلك الأنابيب تغذي مكةالمكرمة بالمياه منذ سنوات من آبار القشاشية بسد وادي فاطمة، والآن تتغذى هذه الأنابيب بمياه التحلية القادمة من الشعيبة مرورا بمكةالمكرمة، بأنابيب سعتها 400 بوصة، مبينا أن كل الأهالي يستخدمون المياه غير المخصصة للشرب رغما عنهم، والتي يتم جلبها بواسطة صهاريج المياه، بأسعار تراوح بين 120-150 ريالا وأن هذه الأسعار تتضاعف في المواسم. وأضاف أنهم كثيرا ما راجعوا شركة المياه من أجل توصيل الشبكة إلى منازلهنم ولكن ما زال الامر محلك سر. واستطرد: الأهالي تبرعوا بأرض لإنشاء مبنى لمركز الرعاية الصحية منذ خمسة عشر عاما، وتم تسليم الصك لمديريية الشؤون الصحية بمكةالمكرمة بمساحة إجمالية تزيد على 4000 متر مربع، ولكن رغم ذلك فإن المركز الصحي لم يتم إنشاؤه. وقال عساف علي العتيبي ان طريق الصهوة القادم من الجعرانة الذي يربط طريق الطائف بالمدينة، ويمر بقرى المنطقة يعاني من غياب تام لوسائل السلامة ويفتقر للاهتمام والعناية، وقد شهد العديد من الحوادث الفاجعة، موضحا أن الطريق توجد به العديد من المنعطفات الخطيرة، كما أنه يعاني من التشققات. من جانبه أوضح علي العتيبي (80 عاما) بأن معظم طرق القرية الداخلية لم تتم سفلتتها، وهي طرق ترابية اتعبت الأهالي خصوصا من يعانون من أمراض الحساسية والربو والأطفال وكبار السن بسبب تطاير الأتربة في الهواء، مشيرا إلى أن الإنارة لم تشمل كافة شوارع القرية الداخلية، وتم اقتصارها على بعض الأجزاء البسيطة بالقرية ما يجعلها موحشة في الليل وتزيد من مخاوف الأهالي، وتثير قلقهم خوفا من عمليات السرقة مع حلول الظلام. وفي ما يتعلق بعدم إيصال شبكة المياه لأهالي عين شمس أوضح مدير وحدة أعمال جدة بشركة المياه الوطنية المهندس عبدالله العساف أنه بالنسبة لأنابيب المياه التي تمر من أمام منازل سكان القرية والقادمة من آبار وادي فاطمة فقد سبق وأوضحنا في اكثر من مناسبة أن الاعتماد أصبح بنسبة 95% على ما تنتجه المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة اما الآبار فلم تتبق الا نسبة بسيطة داعيا أهالي القرية لزيارة المكتب الرئيس لشركة المياه في شارع التحلية، لافتا إلى أن باب مكتبه دائما مفتوح ودون سابق مواعيد.