النقد الصحفي ليس كشفا للعيوب أكثر مما هو طرح للسلبيات، واقتراح الحلول المناسبة للمعالجة.. ولكن في وسطنا الرياضي أخذ هذا النقد (منحنى شخصي) وارتبط بالمصالح وأشياء أخرى؛ بمعنى «إن لم تكن معي فأنت ضدي».. المصداقية اختفت، والمهارات المعرفية غابت، والمفردات المسيئة اتخمت السطور، وبراعة الناقد الصحفي وممارسته لهذا العمل السامي ذابت بحرارة مادة لم تعد تقاوم الانصهار، والكل أصبح مهيأ للدخول في عالم الكتابة، بعيدا عن القدرات والخبرات التحليلية، وأصبح إصدار الأحكام بطريقة مباشرة وشخصية، وأسلوب اللعب على المضمون هو النهج السائد.. ويبقى القارئ هو ضحية هذا الانفصام في الشخصية؛ يدخل في حيرة من أمره، ويبتعد عن التفاعل والمشاركة، وينأى بنفسه عن ذلك الجدل البيزنطي.. (مهنة العاطلين).. يرددون أن الأهلي يملك فريقا مكتمل الإمكانيات ماديا، ومتخما بالعناصر الفنية.. إذن المشكلة في الأهلي تبقى إدارية، وعندما نتطرق للمشكلة الإدارية تتجه بنا الأنظار صوب مجلس الإدارة الذي عزم على الرحيل نهاية الموسم.. ليترك الفرصة لمن يملك القدرة على معالجة هذه المشكلة.. ولكن، حتى في هذا الاتجاه برزت (المعضلة) في أن المتقدم للاقتران بكرسي الرئاسة يجب عليه نيل رضى اللجنة التي تشكلت لاختيار الرئيس؛ أي أن الأمر بالتعيين وليس بالانتخاب، إلى جانب أن المرشح يصطدم باختبار القياس والقدرات، الذي لم يفلح أصحاب المعدلات المعرفية العالية من تجاوز هذا (الكبري).. إذن تبقى المشكلة قائمة.. (لن ينجح أحد).. الموسم الرياضي شارف على الانتهاء، والحصيلة ساخنة تناولتها أعمدة الكتاب وعناوين البرامج الفضائية.. تنوعت بين ملفات شخصية وإدارية وفنية وأخرى خرجت عن النص واخترقت أسوار المنافسة والروح الرياضية؛ من عودة النصر إلى منصة البطولات، مرورا بالتشكيك في مهنية (الكوتش) سامي، وكارثة عميد الأندية السعودية وشبح الهبوط، وانتكاسة الأهلي على يد البرتغالي فيتور بيريرا، وفضائح لجنة الحكام.. نحن بانتظار نتائج هذه الحصيلة من الملفات التي شوهت الرياضة السعودية وهبطت بتصنيفها الدولي، لأرشفتها.. والاستعداد لموسم جديد وقضايا أخرى أكثر إثارة وتعصبا.. (مدرج الإعلام).