عكست تجاوزات عدد من لاعبي الأهلي ومدربهم البرتغالي فيتور بيريرا حالة الفراغ الإداري الذي يعاني منه النادي الغربي في الموسم الحالي، ووضح في الفترة الأخيرة معاناة الأهلي إدارياً إذ دفع الفريق ضريبة ذلك في دوري "عبداللطيف جميل" السعودي للمحترفين وفقد فرصة المنافسة على الصدارة باكراً وبات يحتل موقعاً لا يرضِي جماهيره في سلم الترتيب. خلال فترة وجيزة صُدم الأهلاويون قبل المتابعين للكرة السعودية بتصرفات وممارسات غير مقبولة من عدد من لاعبيه، ولعل مؤشرات عدة ظهرت على السطح تؤكد بأن إدارة الكرة الأهلاوية عاجزة عن القيام بدورها بالشكل الأمثل ومنها تدخلات اللاعبين العنيفة في المباريات والتي تسببت في فقدان الفريق لعدد من نجومه في المباريات وإكماله لها بعشرة لاعبين، الأمر الذي تسبب في خسارة نقاط كثيرة، المشجع الأهلاوي بات يقارن حال فريقه هذا الموسم بما كان عليه قبل موسمين وبالتحديد في الفترة التي كان فيها طارق كيال مديراً للكرة وهو الذي عُرف بقوة شخصيته وقدرته الكبيرة على ضبط اللاعبين. بعد اللغظ الكبير الذي أحدثه تدخل مدافع الأهلي محمد أمان على قدم مهاجم الشباب نايف هزازي والذي تسبب في إصابة الأخير بقطع في الرباط الصليبي لم تتعامل الإدارة جيداً مع الحدث وهو ماساهم في مشاهدتنا لمنظر مشابه صدر من لاعب أهلاوي شاب سلم منه لاعب العروبة بعد التدخل العنيف من قبل محمد آل فتيل الذي أُبعد بالبطاقة الحمراء، مباراة الاتفاق كانت شاهدة ضد إدارة الأهلي إذ تكرر مشهد التدخلات العنيفة واللامبالاة من اللاعبين بعد الدخول العنيف الذي قام به المدافع منصور الحربي تجاه مدافع الاتفاق ابراهيم هزازي والذي تسبب في طرد الحربي وإكمال فريقه المباراة التي خسرها صفر-2 بعشرة لاعبين، مباراة الأهلي والاتفاق أثبت بما لايدع مجالاً للشك أن ثمة خللا إداريا في الأهلي أظهر لنا اللاعبين بهذه الصورة كون إداري الفريق محمد عسيري ظهر بين شوطي المباراة فضائياً وبرر تصرف المدافع منصور الحربي وكأنه يعطي الضوء الأخضر لبقية اللاعبين بأخذ ثأرهم من أي لاعب يستفزهم أو يعتدي عليهم وكأننا في ساحة حرب لا ملعب فيه أربعة قضاة. قصة لاعبي الأهلي مع الخشونة والتهور لم تنتهِ بعد، فلاعب خط الوسط الشاب والموهوب مصطفى بصاص الذي عُرف بأخلاقه العالية سار على نهج امان وفتيل والحربي إذ كاد أن يتسبب في نهاية حياة مدافع الفيصلي سلطان اليامي الرياضية بسبب دخوله العنيف على قدمه وهو التدخل الذي جعلنا نشاهد منظرا نادرا في ملاعب كرة القدم بعد أن تسبب بصاص في تمزق جورب اللاعب وواقية الساق (الكسارة) الخاصة به وهو المنظر الذي أجبر الحكم شكري الحنفوش على إشهار البطاقة الحمراء في وجهه دون أن يشاهد اللقطة منذ بدايتها ولا يلام في ذلك ولا في ردة فعله التي تقبلها بصاص بصدر رحب كونه يدرك جيداً حجم خطئه. لاعبو الأهلي واضح عليهم عدم إعدادهم للمباريات بشكل جيد حتى وإن أكد مدير الكرة محمد الحارثي عكس ذلك، فالإحتجاجات المبالغ فيها تجاه التحكيم غير مقبولة أبداً وتتسبب في تشتت اللاعب وتقل من تركيزه، وهو ما يحدث من لاعبي الأهلي في كل مباراة تقريباً، صحيح أن هنالك أخطاء تصدر من الحكام لكن تعاطي وتعامل لاعبي الأهلي معها بهذه الطريقة ليس من مصلحة الفريق ونتائج الأهلي مؤخراً تؤكد ذلك. الأمر لم يتوقف عند اللاعبين فقط، فالمدرب البرتغالي فيتور بيريرا أصبح صديقاً ملازماً لبعض المشاهد التي تجاوز من خلالها الخطوط الحمراء سواء داخل الملعب أو خارجه، احتجاجاته الكثيرة على الحكام ودخوله معهم في صدامات تشهد عليه، بالإضافة إلى انفعالاته المتكررة في المؤتمر الصحفي والتي كان آخرها في المؤتمر الصحفي الخاص بمباراة فريقه مع الاتفاق في الدوري. ولعل من الشواهد على معاناة الأهلي إدارياً مشاكل البرازيليين لاعب الوسط برونو سيزار والمهاجم فيكتور سيموس ومن قبلهما المهاجم العراقي يونس محمود مع المدرب البرتغالي بيريرا، والتي تسببت في رحيلهم بالرغم من قيمتهم الفنية الكبيرة، لكن الفراغ الإداري الموجود وسوء إدارة الكرة تسببا في عدم تقريب وجهات النظر بين المدرب واللاعبين. رئيس الأهلي الأمير فهد بن خالد الذي انشغل كثيراً هذا الموسم بسبب ظروفه العائلية مطالب بمحاسبة إدارة الكرة قبل اللاعبين بعد الأحداث الأخيرة التي اساءت للنادي في المقام الأول ثم أضرت بالفريق ووضعه في الدوري، فالإداريون يتحملون مسؤولية الانفلات الواضح بسبب عدم تعاملهم مع اللاعبين بشكل أمثل من خلال فرض العقوبات عليهم من جهة وتهيئتهم نفسياً من جهة ثانية، أما اللاعبون والمدرب البرتغالي بيريرا فيفترض أن يجتمع معهم الرئيس وذلك لوضع حد لتلك التصرفات. لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم شريكة في الأحداث كونها لم تقم بواجباتها من خلال إصدار العقوبات الانضباطية بحق لاعبي الأهلي أو غيرهم بسبب التدخلات العنيفة التي لا تمت لكرة القدم بأي صلة، ففي أوروبا وغيرها تشجع الاتحادات الرياضية اللعب النظيف وتحارب العنف وتتصدى لها من خلال العقوبات الصارمة ستجعل اللاعب دون أدنى شك يفكر ألف مرة قبل أن يتهور ويضر باللاعب الخصم. كما تتحمل لجنة الانضباط أيضاً مسؤولية خروج مدرب الأهلي البرتغالي بيريرا المتكرر عن النص في تعامله مع الحكام، وبالرغم مما بدر منه أكثر من مرة باحتجاجاته على الحكام إلا أنه لم يصدر من اللجنة حتى اللحظة أي عقوبة إنضباطية بحقه مثلما فعلت في المواسم الماضية مع مدرب الشباب البلجيكي برودوم عندما أوقفته أكثر من مرة بسبب احتجاجاته على الحكام.