أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع أن زيارته الحالية للصين تأتي امتدادا لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل ثمانية أعوام والتي أرست لعهد جديد في العلاقات بين المملكة والصين. وأوضح سمو الأمير سلمان في الكلمة التي ألقاها خلال الاجتماع الذي عقده أمس في بكين مع نائب الرئيس الصينيي يوان تشاو أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين تولي اهتماما خاصا بتنمية العلاقات وتوطيد التعاون مع جمهورية الصين الشعبية في مختلف المجالات، معربا عن سروره بالاهتمام المماثل الذي لمسه لدى الرئيس شي جين بينغ خلال لقائه به يوم أمس الأول. وأعرب سموه عن ارتياحه لما تم التوصل إليه من توافق في الآراء مع فخامته حول القضايا والمواضيع التي تم بحثها، بما في ذلك الاتفاق على توسيع دائرة التعاون الثنائي وخاصة في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والصناعية والعلوم والتقنية وفي مجال الطاقة والثقافة، والعمل على توثيق الصلات بين القطاع الخاص في البلدين وإقامة المشاريع والاستثمارات المشتركة وبما يحقق المصالح المتبادلة للشعبين الصديقين. وتابع سموه قائلا «إن التعاون المثمر بين بلدينا لم يعد مقتصرا على مجالات محددة، فنحن نشهد تحول هذه العلاقة إلى شراكة استراتيجية ذات أبعاد واسعة لما فيه خير الشعبين الصديقين». وزاد «يأتي التوقيع اليوم (أمس) على عدد من مذكرات التفاهم في الاستثمار والتعاون في علوم وتقنية الفضاء، وبرنامج التعاون الفني في المجال التجاري، ومذكرة التفاهم بشأن مساهمة الصندوق السعودي للتنمية في تمويل مشروع إنشاء مبان جامعية في إقليم سانشي، ليؤكد عمق هذه الشراكة وأهدافها الخيرة التي تقوم على أساس الرغبة المشتركة في استمرار التواصل التاريخي بين شعبينا وسعينا المشترك لتحقيق التنمية الشاملة في بلدينا ولخدمة السلام والاستقرار». وأعرب سموه عن تقديره لتأكيد الرئيس الصيني للمواقف التاريخية الصينية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، وما أبداه فخامته من تأييد لضرورة الوصول إلى حل سلمي عاجل في سوريا من خلال التطبيق الكامل لبيان جينيف الصادر في 30 يونيو 2012م، بما في ذلك إنشاء هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة، «ونأمل في تكاتف المجتمع الدولي للضغط على النظام السوري لوقف سفك دماء الشعب السوري العزيز». وفي ختام كلمته، قال «أؤكد لدولتكم أننا وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين سنواصل بذل الجهود لتعزيز مسيرة تعاوننا المشترك ليس على المستوى الثنائي فحسب بل على مستوى المؤسسات الدولية وفي إطار مجموعة العشرين». وكان سمو الأمير سلمان قد عقد اجتماعا أمس مع نائب الرئيس الصيني يوان تشاو، أكد في بدايته تشاو أن المملكة لها مكانتها الكبيرة وهي أهم شريك استراتيجي للصين في الشرق الأوسط والخليج العربي، مشيرا إلى أن الصين تولي اهتماما كبيرة بزيارة سمو ولي العهد، وحرص القيادة الصينية على الاجتماع بسمو ولي العهد خير دليل على متانة العلاقات والرغبة في تطويرها. عقب ذلك، شهد سمو ولي العهد ونائب رئيس جمهورية الصين مراسم توقيع عدة اتفاقيات بين المملكة والصين في عدد من المجالات المشتركة بين البلدين. واشتملت الاتفاقية الأولى على برنامج تعاون بين وزارة التجارة والصناعة في المملكة والمصلحة العامة لمراقبة الجودة والفحص والحجر الصحي في الصين. ووقعها من الجانب السعودي معالي وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة ومن الجانب الصيني معالي رئيس المصلحة السيد تشي شوبينغ. فيما كانت الاتفاقية الثانية مذكرة تفاهم بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في المملكة وإدارة الفضاء الوطنية الصينية للتعاون في علوم وتقنيات الفضاء. ووقعها من الجانب السعودي معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل ومن الجانب الصيني معالي نائب وزير الصناعة وتقنية المعلومات رئيس الهيئة الوطنية الصينية للفضاء والعلوم والتقنية السيد شيو داتشي. واشتملت الاتفاقية الثالثة على مذكرة تفاهم بشأن مساهمة الصندوق السعودي للتنمية في مشروع إنشاء المقر الجديد لجامعة ليوليانغ بمحافظة شنسي الصينية. ووقعها من الجانب السعودي نائب رئيس الصندوق السعودي للتنمية العضو المنتدب المهندس يوسف بن إبراهيم البسام ومن الجانب الصيني معالي نائب وزير المالية السيد وانغ باوان. وكانت الاتفاقية الرابعة قد اشتملت على التعاون في تنمية الاستثمار بين الهيئة العامة للاستثمار في المملكة وهيئة تنمية الاستثمار التابعة لوزارة التجارة في الصين. ووقعها من الجانب السعودي معالي محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس عبداللطيف العثمان ومن الجانب الصيني معالي رئيس هيئة تنمية الاستثمار السيد ليو ديانشيون. عقب ذلك، شرف سمو ولي العهد مأدبة الغداء التي أقامها نائب رئيس جمهورية الصين تكريما لسموه ومرافقيه. من جهة ثانية، بحث صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في اجتماعه أمس مع دولة رئيس الوزراء الصيني لي كيغ لانغ، آفاق التعاون القائم بين المملكة والصين بما يعزز ويطور العلاقات بين البلدين في المجالات كافة، ومستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وفي بداية الاجتماع في قصر رئاسة مجلس الدولة في العاصمة الصينيةبكين، رحب دولة رئيس الوزراء الصيني بسمو ولي العهد في زيارته الحالية للصين، مشيرا إلى أن المملكة تعد أكبر شريك تجاري للصين في غرب آسيا وأفريقيا. وتطلع رئيس الوزراء الصيني إلى أن تسهم الزيارة الحالية لسمو ولي العهد في إضافة حيوية جديدة على العلاقات والتعاون بين المملكة والصين. وعبر سمو ولي العهد من جهته عن سعادته بزيارة الصين وحرص المملكة على التعاون بين البلدين في المجالات كافة بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين. ونقل سمو ولي العهد تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لدولته، مؤكدا أن سياسة المملكة تدعو للسلم والاستقرار في جميع أنحاء العالم. حضر الاجتماع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس ديوان سمو ولي العهد المستشار الخاص لسموه، وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني، نائب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بكين يحيى بن عبدالكريم الزيد وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة الصينية.